للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
في القمة العربية الرابعة التي انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم ما بين 29 أغسطس//آب والأول من سبتمبر/أيلول 1967 أي بعد حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران من العام نفسه، تم في هذه القمة الإعلان عن اللاءات الثلاث المشهورة: "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل".
أما قمة بيروت التي انعقدت في السابع والعشرين من مارس/آذار عام 2002 فكانت الأكثر أهمية في تاريخ القمم العربية، لأنها إتبنت مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان ولياً للعهد السعودي يومذاك. وتنص المبادرة على إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 إلى حدود الرابع من حزيران، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس مقابل قيام دول الجامعة العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ولو كانت إسرائيل جادة فعلاً في موضوع التطبيع وتريد حقيقة إحلال السلام مع الدول العربية، لكانت استغلت هذه المبادرة في قمة بيروت وانتهت حالة الحرب بين إسرائيل والدول العربية. لكن الرفض الإسرائيلي للمبادرة السعودية له خلفية سياسية. نتنياهو يريد تنازلات أكثر من الدول العربية، ويريد إقامة علاقات معها ولكن بدون أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة. بمعنى أنه يريد تطبيع مجاني والإنفراد بكل دولة عربية على حدة . مسؤولون إسرائيليون بينهم نتنياهو صرحوا في الأيام الأخيرة، بأن دولاً عربية أخرى في طريقها للتبادل العلاقات الطبيعية مع إسرائيل وأعطوا مثالاً على ذلك ، السودان، البحرين ،قد تكون السلوكيات السياسية لهذه الدول توحي بأن نيتها التطبيع مع إسرائيل كما يعتقد نتنياهو، لكن الواقع يقول شيئاً آخر. وزير الخارجية الأمريكية بومبيو الذي قام الشهر الماضي في زيارات للسودان والبحرين بهدف إقناعهما بالإسراع في الإعلان عن تبادل علاقات مع إسرائيل، عاد فارغ اليدين وكانت زياراته فاشلة كلياً حسب وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية.
رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبد الله حمدوك أفهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال لاجتماع معه في الخرطوم في الخامس والعشرين من الشهر الماضي أن حكومته غير مخولة في اتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها محددة باستكمال العملية الانتقالية وصولا الى إجراء انتخابات" .
حمدوك أفهم ضيغه الأمريكي بطريقته الخاصة، أن السودان عنده هموم وقضايا أهم من موضوع التطبيع مع إسرائيل، وأن “المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وصولا الى قيام انتخابات حرة. بمعنى أن الحكومة الإنتقالية في السودان لا تملك اتفويضا بشأن التطبيع مع إسرائيل”.
وكان رئيس الحكومة السودانية الإنتقالية قد أفهم بومبيو بكل وضوح ، أن على الإدارة الأمريكية الفصل بين عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل، بمعنى عدم ابتزاز السودان في قضية إبعاد إسمه عن الإرهاب،
وفيما يتعلق بالإدعاء الإسرائيلي بأن البحرين ستقوم قريباً بالتطبيع مع إسرائيل، فإن تصريح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في هذا الشأن كان في منتهى الشفافية وهو بلا شك رد واضح على كذب نتنياهو.
وحسب وكالة أنباء البحرين، فقد أكد العاهل البحريني لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال اجتماع معه في المنامة يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي، أن مملكة البحرين ملتزمة بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات". ولا شك أن موقف العاهل البحريني يعتبر رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب.
نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن ملك البحرين، وحسب الوكالة نفسها، شدد خلال الاجتماع مع بومبيو على “أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وليسمع نتنياهو وغيره ما قاله الباحث الأمريكي جيرد نونمان، أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الخليج في جامعة جورجتاون الأمريكية، فقد قال إن الإمارات ربما تشعر بأنها باتت بمفردها في هذا الأمر، لأن حلفاء الولايات المتحدة الآخرين يرفضون أن يحذوا حذوها فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما أن السعودية والسودان والمغرب والبحرين وعمان قريباً، جميعهم يرفضون مسعى بومبيو/كوشنر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وأضاف نونمان في تغريدة له على موقع تويتر: " أن دول الخليج، بطبيعة الحال لا يريدون ولا يحتاجون إلى خرق موقف الحفاظ على الشرعية بأن الاعتراف بإسرائيل يأتي فقط في ظل شروط عربية لخطة السلام. فهل يفهم نتنياهو ذلك؟ لا أعتقد.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com