للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
مرام عمران عوادة في مقالها:
أسمع وأشاهد حوادث مختلفة شهدتها منصّة الزوم من خلال منظومة التعلّم عن بعد، وأقف مذهولة من هول ما يتعرض له المعلمون والمعلمات!
"قمّ للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، بيت شعر رائع دوّنه أمير الشعراء أحمد شوقي قبل سنوات طويلة، ولا أتوقع انّه فكّر يومًا أن تؤول أحوال المعلمين إلى ما آلت إليه في أيامنا هذه!
مؤلم جدًا ما نراه من سخرية وهجوم وعدائية تجاه المعلمين في البلاد، خصوصًا في ظل جائحة الكورونا. فمنذ بداية الجائحة وحتى يومنا هذا يتعرّض المعلمون لـ"تعذيب" نفسيّ بمناحِ عدّة، بدأت مع بداية أزمة كورونا بالهجوم عليهم وانتقادهم من قبل الأهالي ووزارة التعليم والدولة واتهامهم بالتقاعس في عملهم وعدم التعاون لمواجهة الأزمة واستلام رواتبهم " على البارد المستريح في بيوتهم"، واستمرّت حتى وصلت مؤخرًا الى مسرحيات ساخرة بحق المعلمين خلال أداء واجبهم عبر "الزوم" فانتشرت تسجيلات وصور ومقاطع فيديو، بفعلة أقل ما يقال عنها أنّها وقحة!
أتساءل، إلا يحق لهؤلاء المعلمين أن يدافعوا عن حقهم في استلام رواتبهم وحماية استقرارهم المادي على الرغم من "الجائحة"؟ مع العلم أنّ المعلم في إسرائيل لا يتقاضى أجرًا يتناسب بالفعل مع جهده وساعات عمله والمهام التي لا تنتهي الملقاة على عاتقه!
إلا يحق لهؤلاء المعلمين أن يخافوا على صحتهم؟ أن يعترضوا على أوامر وتوجيهات قد تضرّ بهم؟ أن يصرخوا بوجه الظلم والاجحاف بحقهم؟
لكل من ينتقد المعلمين بغير وجه حق، أليس المعلم إنسانًا مثلك مثله؟ له حياته ومسؤولياته وعائلته وهمومه؟
للأهل الذين سمحوا لأولادهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، بأن يسخروا من معلميهم ومربيهم ويحوّلوا منصة "الزوم" الى عرض ساخر مليء بالظواهر العجيبة ومنها ما يكون عديم الاحترام ولا ينم إلا عن قلة تربية، ألا تخجلون من أنفسكم؟
أسمع وأشاهد حوادث مختلفة شهدتها منصّة الزوم من خلال منظومة التعلّم عن بعد، وأقف مذهولة من هول ما يتعرض له المعلمون والمعلمات! مشاهد وصور وتسجيلات مؤلمة وكارثية، لا يستحق من ربّى وعلّم وثقّف وضحّى بأن يُكافأ بها!
للأسف الشديد، التعلّم عن بعد كشف مدى الانحطاط الأخلاقي الذي يعيشه قسم لا بأس به من مجتمعنا، عرّى جانبًا كان مخفيًا وأظهر أنّ الكثير من الناس لا يستحقون أن يكونوا أمهات وآباء وأن ينجبوا أطفالا لهذا العالم! ولا بدّ هنا أن أنوّه انّي لا أعمم ولا أشمل كل الأهالي بطبيعة الحال، ففي المقابل هنالك أمهات وآباء رائعون، يربّون ويعلّمون ويضحّون أيضًا، ليحظى مجتمعنا بأطفال سيكونون يومًا رجال ونساء المستقبل.
اخيرًا، أنا لست خبيرة نفسية ولا مستشارة تربوية ولا معلمة ولا علاقة لي بجهاز التربية والتعليم، لكني إنسانة وعلى هذا الأساس أفكر وأتصرف وأعيش!
تذكّروا دائمًا أنكم "انسان"، تحلوا بالصفات الإنسانية في تعاملاتكم مع المعلمين او غيرهم من البشر!
تذكّروا أنّ هذا المجتمع لن ينهض ويرتقي إلا بالأخلاق والوعي والعلم والثقافة، وللمعلم – الى جانب الأم والأب – دور هامّ وحاسم في هذه المهمة، لذلك " قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا"!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com