الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 19:01

هندل وهاوزر يختاران العار/ بقلم: زهافا جلئون

زهافا جلئون
نُشر: 14/10/20 13:30,  حُتلن: 16:29

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

زهافا جلئون في مقالها: 

إن المعضلة التي تواجه هندل، هاوزر وأصدقاؤهما في حزب كاحول لافان، ليست أسوأ المعضلات الأخلاقية

لا يتحتم عليهم الاختيار بين منح الحياة أو سلبها من أي مريض، يتوجب عليهم فقط الاختيار بين إنعاش حكومة فاسدة وبين تشكيل حكومة جديدة يدعمها أعضاء الكنيست العرب.

يلقي التاريخ من حين لآخر بثقله على أكتاف شخصيات هامشية لتأخذ دورا مركزيا، كما فعل مرة مع ستانيسلاف بيتروف والذي كان جنديا برتبة مُقدّم في صفوف قوات الدفاع الجوية السوفييتية. حيث لم يصدق بيتروف بأنّ موسكو خضعت للقصف الأمريكي، وعليه رفض إصدار أوامر باطلاق سلاح نووي مضاد. حدث الأمر ذاته مع الرائد الألماني الذي وصل إلى جبهة القتال عند نهر المارن، وصدمته حالة الجيش الألماني المُزرية وعليه أصدر أمرًا بالتراجع، الأمر الذي أدى إلى تغيير سير الحرب العالمية الأولى. أما في حالة يوعاز هيندل وتسفي هاوزر فقد حصل العكس، فقد قرر الإثنان عقب الانتخابات الأخيرة دعم رئيس حكومة فاسد، عنصري وكاذب على دعم حكومة يشترك فيها النواب العرب. الآن، وبعد مرور ثمانية أشهر على الانتخابات الأخيرة، انحرف محور التاريخ مجددا ووضع ثقله على أكتافهما.

وضع حزبا "ميرتس" و "ييش عتيد" على طاولة الكنيست مُقترحات واضحة دعت إلى حجب الثقة عن الحكومة، بل ودعا الحزبان إلى تشكيل حكومة جديدة دون الحاجة للجوء مجددا للانتخابات. احتاج هذا الاقتراح إلى دعم حزب "ديرخ - آرِتس" والذي وقف حجر عثرةً في الجولة السابقة أمام تشكيل حكومة تدعمها الأحزاب العربية.
صرح هندل قائلا بعد أن خان جمهور ناخبيه: "لقد قدّمنا لدولة إسرائيل حكومة، عوضا عن انتخابات كارثية من وجهة نظرنا". بالفعل، فقد قدم الإثنان لدولة إسرائيل حكومة، لكننا ومع الأسف انكشفنا مؤخرا على جوهر وقيمة هذه الحكومة. حيث لم تنجح هذه الحكومة بمنع احتمال إجراء انتخابات جديدة، لكن الأدهى والأمر أنه ووفقًا لتصريح أحد كبار المسؤولين في حزب الليكود، فإن عملية المصادقة على ميزانية 2021 لم تبدأ بعد. وعليه ومع تراكم كل هذه الحقائق والأدلة، فقد كشف نتنياهو لهما عن وجهه الحقيقي.
لكن ومع ذلك صرح هاوزر خلال مقابلة مع "ما كور ريشون" قائلا: "" لم يخطر ببالنا الاتكال على 15 متطرفًا أمثال بن غفير، وعليه فلم يخطر ببالنا أيضا أنّنا قد نضطر للاتكال على القائمة المشتركة ". إياكم أن تصدقوا أقواله، فهذا محض هراء. فمن جهة، وعد نتنياهو بن غفير الكاهاني بمنصب في لجنة تعيين قضاة المحاكم. ومن جهة أخرى، وعد ميخائيل بين آري الكاهاني أيضا بمنصب في لجنة الخارجية والأمن، كما ووعد بيتسالئيل سموتريتش بمنصب وزير التربية والتعليم. كان ما جاء في إحدى لافتات حملة حزب "كاحول لافان" الانتخابية دقيقًا: " ستجلب علينا الانتخابات القريبة أحد الاحتمالين، "كاهانا حاي" أو "شعب إسرائيل حيّ". لكني أنوه، أن هندل وهاوزر اختارا كاهانا.
قال تشرشل ذات مرة :" خُيرتم بين العار والحرب، اخترتم العار وعليه فلا مفر من الحرب". انتهت الانتخابات الأخيرة بنفس الصورة: حكومة عار، وخطر انتخابات وشيكة. فلم يكلف نتنياهو نفسه رغم موت العشرات وارتفاع معدل البطالة، عناء التفكير بمواطني الدولة. فإذا كانت انتخابات آذار كارثية، فسيصعب تخيل ما ستحدثه الانتخابات المحتملة في ظل الوضع الحالي.

إن المعضلة التي تواجه هندل، هاوزر وأصدقاؤهما في حزب كاحول لافان، ليست أسوأ المعضلات الأخلاقية. فلا يتحتم عليهم الاختيار بين منح الحياة أو سلبها من أي مريض، يتوجب عليهم فقط الاختيار بين إنعاش حكومة فاسدة - حتى موعد اختيار نتنياهو بدء حملتة الانتخابية الجديدة- وبين تشكيل حكومة جديدة يدعمها أعضاء الكنيست العرب.
سيسألكما التاريخ: أتمثّلان الجمهور أم تجسّدان العنصرية؟ وأي ثمن ستدفع إسرائيل في ظل المحاولات المتكررة تجنّب تشكيل حكومة مع النواب العرب؟ لقد أخفقتما بالاختبار السابق، لكن لن يغفر لكم مواطنو الدولة هذه المرة. فعليكما الاختيار دون تردد. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة