كلما شارف يوم على النهاية واقترب آخر من البزوغ يقترب أكثر موعد جلسات حوار طال انتظاره فما إن يطل موعد حتى نراه إما يتأجل أو يتأخر لأسباب نجهلها أو بالأحرى نعرفها ولكن نعمل بأننا نجهلها لان ذلك يعني استحقاقات يجب تنفيذها بحذافيرها ومع ذلك فلم نرى طيلة الفترة الماضية أية بوادر بين أطراف ذلك الصراع يعيد لنا الثقة بان شيئا ما سيتغير حتى أصبحنا وأمسينا نتمنى فقط أن يلتقوا لنتغنى بوحدة ليست حقيقية ولكن على أمل أن تعود لهم روح المحبة والوصال والوحدة.
ويعود إلى الأذهان اليوم قول أمير شعراء فلسطين الشاعر تميم البرغوثي في مقطع من قصيدته القدس يعاتب بها كاتب التاريخ الذي أتى على ذكر كل من وطئت قدمه القدس وبقيت شواهدهم إلى اليوم من زنج وافرنج وقفجاك وصقلاب وبشناق وتتار وأتراك وأهل الله والهولاكو والفقراء والملاك والفجار والنساك ونسي ابن هذه الأرض الفلسطيني الذي حمل تاريخ هذه البلاد أب عن جد وكأنه يحرف تاريخا ورثناه جيلا بعد جيل وكافحنا وقدمنا الغالي والنفيس لنحافظ على هذا الإرث من التاريخ نعتز به ولن نسمح لكاتب التاريخ أن يهمشنا أن يسقطنا حتى ولو سهوا عن هذه الارض.
اليوم إذا كان استحقاق الحوار الوطني لأجل الحوار فإنهم في القاهرة يحولون أنفسهم إلى كاتب تاريخ يزيف الحقائق همهم الأول المصالح الشخصية والفئوية الضيقة وليس المصالح العليا للشعب الفلسطيني ضاربين عرض الحائط بما يتعرض له الفلسطيني حفاظا على هذا الإرث العظيم.
نتطلع اليوم إلى القاهرة لأنها الملاذ الأخير لعودة لم الشمل الفلسطيني وجمع كلمة شعب يحب الحياة ويسعى للتخلص من نير الاحتلال يعشق الحرية ليتنفس منها روح السلام والمحبة والوئام لا أن يبقى يتجرع كاس المرارة والذل والهوان ونكران الذات والتاريخ.