للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
لو جمعنا الأقوال والتصريحات التي صدرت عن الرئيس الفرنسي ماكرون بحق المسلمين، منذ وقبل وصوله للرئاسة الفرنسية ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، لحصلنا على "قائمة سوء" . لكن ما يميز هذه القائمة تصريح لماكرون يحتل مكان الصدارة في هذه القائمة فيما يتعلق بقضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم،: حيث قال ماكرون:" إن فرنسا لن تتخلى عن تلك الرسوم، وإن المعلم الذي عرضها، قبل أن يقتل لاحقا جرّاء ذلك، هو وجه فرنسا". وهناك قضية أخرى تضاف إلى هذه القائمة تتعلق بمقاطعة المسلمين للمنتوجات الفرنسية. فقد رأت وزارة الخارجية الفرنسية في دعوات مقاطعة الكثير من المسلمين لمقاطعة المنتجات الفرنسية أنه "لا مبرّر لها ويجب أن تتوقف فوراً، على غرار كل الهجمات التي تتعرّض لها بلادنا، والتي تسخرها أقلية متطرفة".
ولو أمعنّا النظر في تصريح ماكرون، إصراره على مواصلة نشر الرسوم المسيئة للإسلام والرسول الكريم، لوجدنا فيها تحدي كبير وقحا للمسلمين في العالم. بمعنى، أن فرنسا لا تعير اهتماماً لردود فعل الشارع الإسلام وستمضي قدماً في الإساءة للإسلام. فماذا ينتظر ماكرون واليمين الفرنسي من المسلمين للدفاع عن الرسول الكريم وعن شرف الأمة الإسلامية؟ وفي موضع قتل المدرس لماذا تم تناول الموضوع من جانب واحد أي التركيز على القتل فقط؟ ولماذا لم يتحدث أحد عن الإستفزاز البشع والتحدي الصّلَف من قبل المدرس للمسلمين لأنه عرض الرسوم المسيئة. والأنكى من ذلك أن ماكرون ونكاية بالمسلمين يرى ماكرون في المدرس الفرنسي" وجه فرنسا" ". فكيف يا سيادة الرئيس يكون المدرس وجه فرنسا وهو المستفز والمسيء والمهين. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيكون موقف ماكرون لو كانت الإهانة للدين اليهودي؟ هل يعتبر ذلك حرية تعبير؟
نقطة أخرى مهمة: الإعلام الأوروبي بشكل عام والفرنسي بشكل خاص، يعرف أن المسلمين لا يسكتون أبداً على إهانة دينهم ونبيهم الكريم مهما كانت الظروف. وما فعلته مجلة"شارلي إيبو" خير مثال على ذلك لا سيما وأن عملية تعرضها لهجوم بسبب إهانتها للرسول الكريم كلفها 12قتيلاً. ورغم ذلك يعود هذا الإعلام ويرتكب نفس الخطأ من خلال إعادته لنشر رسوم مسيئة للرسول الكريم. أليس ذلك استفزازا لشعور المسلمين. هذا الأمر لا يندرج في إطار حرية التعبير بل في إطار "الإهانة والإحتقار للغير". وإذا كان ماكرون يروق له التحدث دائماً عن قيم فرنسا الحضارية، فإن احترام الأديان هي من بين تلك القيم، إلا إذا كان الدين الإسلامي لا ينضوي تحت هذه القيم بنظر الفرنسيين.
فرنسا ليست وحدها في موضوع إهانة الإسلام والمسلمين، بل كل أوروبا تقف إلى جانبها، بحجة أن ما جرى في فرنسا يندرج في إطار ما يسموه" حرية التعبير". المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال صرح في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين أول الحالي "إن فرنسا لن تتراجع أبدا عن مبادئها وقيمها خاصة حرية التعبير وحرية النشر"، منوها بـ"الوحدة الأوروبية الكبيرة حول قيمها في مواجهة انتقادات دول مسلمة حول الرسوم الكاركاتورية للنبي محمد".
وهنا نقول للمتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن الموقف الفرنسي يناقض نفسه بنفسه. ماكرون يدافع عما أسماه بحرية التعبير، بمعنى أن المدرس له الحق في حرية التعبير، والذين قاطعوا المنتجات الفرنسية لهم أيضاً الحق في التعبير عن رأيهم بحرية. أليس كذلك؟ أم أن الفرنسيين والأوروبيين يستطيعون استخدام حرية التعبير، والمسلمون محرم عليهم ذلك؟
نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي تقصير النظامين العربي والإسلامي في مواجهة الإساءات للإسلام في أوروبا وفي الغرب بصورة عامة. فالحرب على الإسلام ليست بجديدة وكثيراً ما عشنا تفاصيلها. وأعتقد بأن سبب ذلك هو أن الدول الغربية لا تعير جدية لمواقف الدول العربية في الدفاع عن الإسلام والمسلمين. وعلى الدول العربية والإسلامية أن تضع موضوع إهانة الإسلام والنبي الكريم من ضمن الأسس الرئيسية في العلاقات مع الغرب وتشترط في استمرار العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها، التوقف عن كل ما يسيء للإسلام ورموزه وتجعل منه خطاً أحمر. فهل تتجرأ الدول العربية والإسلامية على فعل ذلك ليكون درساً لفرنسا ولغيرها؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com