الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 12:02

هبة يزبك جريئة في مواقفها... شجاعة في انتقاداتها

بقلم: أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 02/11/20 09:58,  حُتلن: 11:11

 في برنامج "مواجهة" الذي قدمه الزميلان فايز إشتيوي وسعيد حسنين في "تلفزيون العرب" في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، كانت الدكتورة هبة يزبك ضيفة مريحة في الحضور وفي الأجوبة. تخطيء هنا وتصيب هناك وتلسع في مكان آخر وهذا أمر طبيعي ومن حقها . هبة يزبك كانت في منتهى الوضوح بقولها:" لا انفي وجود تراجع في قوة القائمة المشتركة وهذا الامر لا يمكن اخفاؤه" لكن هذا الرأي يعتبر جديداً، لأن "التجمعية" هبة كان لها في السابق موقف آخر وأعلنت عنه بكل وضوح. فقي مقابلة مع نفس البرنامج تم بثها في الخامس والعشرين من شهر فبراير/شباط هذا العام قالت هبة يزبك: "لا توجد أي خلافات بين أي مركب من مركبات القائمة". وعن السبب في عدم وجود خلافات(؟!) قالت عضو الكنيست الشابة:" أننا تعلمنا الدرس من المرات السابقة". وعلى ما يبدو لم تتعلم "المشتركة" الدرس بل على الأكثر تعلمت أشياءً أخرى.
ولكن ما هو المهم للمشتركة الآن؟ تقول هبة يزبك في المقابلة:" الاهم ان تتعلم مركبات المشتركة الدرس" والمقصود طبعاً أن تتعلم المشتركة من أخطائها، وما دامت هبة يزبك تردد هذه العبارة، فلا أمل من المشتركة أن يكون لديها الإستيعاب الكافي للتعلم من أخطائها، وما يعيشه المجتمع العربي من خلافات داخل المشتركة خير دليل على عدم الإستيعاب واعتراف هبة يزبك هو أيضاً برهان آخر على ذلك.
اللافت للنظر في المقابلة، أن النائبة هبة يزبك وجهت انتقاداً لزميلها في المشتركة منصور عباس، بقولها: "هذا التوجه لمنصور عباس لا يمكنه ان يجلب لنا الحقوق وهذا التوجه ليس مطلب الجمهور العربي". إذاً فإن تفسير ما قالته النائبة يزبك هو أن توجه عباس ليس في الاتجاه الصحيح أي هو نوجه خاطيء بكل معنى الكلمة ويبقى بعيداً عما يريد المجتمع العربي أي استحالة حصول العربي على حقوق في ظل هذا التوجه الذي ليس ما يريده المجتمع العربي.
هكذا وبكل بساطة قالت يزبك بكل جرأة، غضب عباس أم رضي فهذا موقفها. النقطة المهمة في موقف هبة يزبك أن كلامها لم يأت من فراغ فهي تمثل حزبا في الكنيست، وموقفها بالتالي هو موقف حزبها أي موقف بقية زملائها في الحزب الأعضاء في المشتركة. الملفت للإنتباه أيضاً، أن يزبك اتهمت عباس بالخروج عن دائرة المستركة والتصرف سياسياً على هواه، وقالت خلال المقابلة: "أنها تدعو زميلها منصور عباس الى العمل ضمن الخطوط العريضة والبرنامج السياسي العريض للقائمة المشتركة".
لكن موقف هبة يزبك هو مفاجأة. إذ أن موقفها كان غير ذلك في السابق. ففي الأول من شهر أبريل/نيسان العام الماضي قات هبه في نفس البرنامج أيضاً حول تحالف "التجمع" و"الإسلامية الجنوبية" التي يسمونها(القائمة الموحدة) أن "هذا تحالف حقيقي سيستمر بعد الانتخابات ولن يتفكك بل سيتعزز". فما الذي جرى؟ أم أن موقف هبة لا قيمة له لأنه قيل في الأول من نيسان يعني "كذبة نيسان"؟ أو أن المواقف تتغير حسب المصالح والتغيرات السياسية؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة.
وقالت خلال اللقاء "أنها تدعو زميلها منصور عباس الى العمل ضمن الخطوط العريضة والبرنامج السياسي العريض للقائمة المشتركة". ودعوة يزبك لعباس لها ما يبررها خصوصاً موقف عباس من إلغاء التصويت حول اقامة لجنة تحقيق ضد نتنياهو فيما يخص صفقة الغواصات، وأيضاً موقفه من الخطة 922. وكانت يزبك في منتهى الصراحة في برنامج "مواجهة" عندما تطرقت إلى موضوع إلغاء التصويت حول اقامة لجنة تحقيق ضد نتنياهو فيما يخص صفقة الغواصات، بقولها: "كان ينبغي على منصور عباس عدم اصدار بيان مشترك مع رئيس الكنيست يريف ليفين المعادي لشعبنا، وبالتالي الغاء نتائج التصويت". يزبك استخدمت جملة مهمة خلال المفابلة أعتبرها أنا شخصيا لها معنى كبير. فقد قالت " لن نسمح لأي جهة بان تقوم بتفكيك القائمة المشتركة او تشويه صورتها" فهل كان منصور عباس هو المقصود بذلك؟
أما فيما يتعلق بالخطة 922 فقد أفهمت هبة يزبك زميلها منصور عباس ، أن هذه الخطة ليست نتاجاً شخصياً لأحد "إنما هذه الخطة من نتاج جهد جماعي من قبل المشتركة ولجنة الرؤساء وعباس استعجل في اصدار البيان وكان عليه العودة الى المشتركة قبل اصدار البيان. "المشتركة" لم تسلم من انتقادات هبة يزبك، ليس على صعيد الخلافات فقط بل فيما يتعلق بالتركيبة الحالية، حيث وجهت اللوم أيضاً إلى لجنة الوفاق . وقد اتضح ذلك في قولها: ان "جميع المركبات التي خاضت الانتخابات ضمن القائمة المشتركة ربحت في زيادة عدد مقاعدها الا التجمع، والمشتركة في تركيبتها الحالية غير منصفة لنا كتجمع ولجنة الوفاق ظلمتنا".
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تريد هبة يزبك من خلال التعبير عما أسمته "الظلم الذي لحق بالتجمع" توجيه رسالة للمشتركة مفادها أن "التجمع" لن يقبل في المرة القادمة بما قبل به في المرة السابقة؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة