للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
رحل المناضل والقائد الكبير أبو عمار في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، دفع ثمن مواقفه فحوصر في المقاطعة في رام الله ، وبقي مُصرا على مواقفه الصلبة متمسكا بالثوابت الوطنية
تصادف اليوم الأربعاء 11 تشرين الثاني الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز، الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار".
لقد رحل ابو عمار عن المشهد لكنه بقي عالقا في الذاكرة ، ياسر عرفات الذي قاوم وفاوض وبقي على اصراره باحقاق الحق الفلسطيني ، لم يتنازل عن ذرة تراب من القدس الشريف وبقي يردد حتى اخر يوم في حياته : "ع القدس رايحين شهداء بالملايين".
الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات
رحل المناضل والقائد الكبير أبو عمار في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، دفع ثمن مواقفه فحوصر في المقاطعة في رام الله ، وبقي مُصرا على مواقفه الصلبة متمسكا بالثوابت الوطنية.
ولد في القدس وحلم بالعودة اليها فاتحا
ولد عرفات في القدس في 4 آب من عام 1929 ، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داوود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة ، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في عام 1956.
درس في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول في القاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين ، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا.
عمل طيلة فترة شبابه واثناء الدراسة على تشكيل قاعدة متينة في مواجهة الاحتلال ورفع شأن القضية الفلسطينية ،فقد شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينيات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها في 1968، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري ويحيى حمودة.
وعندما ألقى عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال جملته الشهيرة : "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
قاد "أبو عمار" خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي ضربته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".
أبو عمّار مع المرحوم صائب عريقات والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون - رويترز
من بيروت الى تونس الى اعلان الاستقلال والى فلسطين
بعد خروجه من بيروت حل ابو عمار مع المقاتلين الفلسطينيين وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.
في الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت منطقة "حمام الشط" بتونس، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 تمت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، ما مكن عرفات من مواصلة نضاله العادل من اجل القضية الفلسطينية عرفات ، وواصل دعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، وتسلم زمام امور في قيادة انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين في شهر تشرين الثاني عام 1987.
في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988، اعلن القائد الرمز ياسر عرفات استقلال فلسطين من الجزائر ، وأطلق في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 آذار 1989.
ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، واضعا بذلك الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق الحلم الفلسطيني في العودة والاستقلال.
رويترز
انتفاضة الاقصى وتدمير مؤسسات السلطة الفلسطينية
بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000،وذلك عقب دخول زعيم المعارضة في حينه ، اريئيل شارون الى باحات الاقصى المبارك ، وقامت اسرائيل بقصف المقرات الفلسطينية التابعة للسلطة ودمرت غالبيتها ، وحاصرت الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة ، واجتاحت عدة مدن وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
رحل بجسده وبقي خالدا في الذاكرة
رحل الشهيد ياسر عرفات قبل ست عشرة سنة بجسده ، لكنه بقي في الذاكرة ، وسيبقى في ضمير كل فلسطيني وحر ، فقد ترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية ما زالت قائمة ، فقد ارسى القواعد المتينة لبناء أسس الدولة الفلسطينية ، فأبو عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية ، وإنما كان زعيما قويا وذكيا ، أسس الدولة الفلسطينية العتيدة بدءا بدوائر منظمة التحرير التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية للشعب الفلسطيني، وانتهاء بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من أيار 1994 على أرض الوطن بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح المرير.
لقد اجمعت القيادة الفلسطينية على ان الرئيس الرمز مات مسموما بفعل فاعل ، واصبع الاتهام موجهة الى اسرائيل ، ولا تزال ظروف استشهاده غامضة ، ولا بد من اطلاع ابناء الشعب الفلسطيني على نتائج التحقيق بظروف استشهاده.