الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 23:01

وجه ثقافي في الذاكرة:الكاتب والمؤرخ المحامي المرحوم توفيق معمر-بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 11/12/20 00:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

عرفت الساحة الثقافية الفلسطينية في بلادنا على امتداد تاريخها ومسيرتها، الكثير من الأسماء والأعلام والوجوه الأدبية المضيئة، منها المرحوم القاص الروائي والمؤرخ المحامي توفيق معمر، الذي ترك بصمات هامة على خريطة الأدب والتاريخ. وهو من أوائل الذين نشروا وأصدروا كتبهم في السنوات الأولى بعد النكبة، ولشخصيته مكانة دافئة في القلب والذاكرة.

توفيق معمر من مواليد حيفا سنة 1914، وعاش حياته في الناصرة، حصل على إجازة في العلوم والتاريخ من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم حصل على شهادة في الحقوق، وعمل في المحاماة. وفي العام 1988 وافته المنية بعد حياة حافلة بالنشاط والعطاء والدفاع عن حقوق المظلومين.

وكان معمر قد أوقف قبل وفاته بيته في ساحة المطران، بمدخل سوق الناصرة القديم، لمجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، لتخدم الأهالي، وذلك كمؤسسة ثقافية أطلق عليها اسم دار الثقافة والفنون.

ترك توفيق معمر وراءه مجموعة من المؤلفات والاصدارات، وهي : "المتسلل وقصص أخرى، مذكرات لاجئ، بتهون"، بالإضافة إلى كتابه التاريخي الهام " ظاهر العمر"، الذي يتناول تاريخ الجليل خاصة والبلاد السورية عامة من سنة 1698 حتى سنة 1977.

وقصص توفيق معمر واقعية مرصعة بالمواقف الإنسانية، تقوم على الوصف السردي الطويل مع ميل إلى التقريرية والسخرية الناقدة أحيانًا، تعالج موضوعات مسحوبة من واقعنا، ومرتبطة بحياة الإنسان واللاجئ الفلسطيني، وتتناول القضايا والهواجس الوطنية والطبقية والاجتماعية. وهي أقرب إلى القصة الروسية من ناحية البناء السردي والموضوعات، وأسلوبه الكتابي القصصي رشيق، ولغته بسيطة وواضحة، تشد القارئ.

توفيق معمر نموذج للمحامي المدافع عن الحق، والإنسان الصادق في حياته العملية والأدبية والاجتماعية، ومثال الكاتب المثقف الواعي، والمؤرخ الموسوعي، الذي عرف طريقه منذ خط أو مقالة وأول عمل قصصي سردي.

طوبى له، وعاشت ذكراه خالدة.

مقالات متعلقة