الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 16:01

فوضى الحواس

بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 15/12/20 13:21,  حُتلن: 15:20

عندما يصبح الجسد مقبرة لحواسنا
وتتخبّط أمواج بصرنا برياح سمعنا
وترحل طيور همسنا وريش لمساتنا
ويكشف ستار اللّاوجود داخلنا
وتتوه مشاعرنا في عتمة جوارحنا
ويجفّ نهر أحساسنا
وتتكسّر أشرعة سفننا على بوابات أرواحنا
سلّمت البصيرة بوصلتها لأعيننا
فغابت عنّا جناننا
وتحطّمت مراكب زحفنا فتعطّلت ساعة الوجود حولنا
صمت ...صمت...صمت
يربض على أصواتنا،ويخنق حناجرنا وأوتارنا
يمسح سيمفونيّات تغريدنا ويقتلع أزهار بساتيننا
رحلت الطيّور عن أفنان ملامحنا
تسمرت أشجارنا،وسلّمت لقوافل المجهول أوراقنا
ومرّرت الأيام مذاق ثمارنا،وأسودّ كرزنا
وتجعّدت خدود تفّاحنا
جسد بكفن شبح يجول بداخلنا
نعت نفسه روحنا
أنتزع الأمل فينا وغرس الشّوك بدروب شراييننا
تهاوت عواصم دولنا،وسقطت أبراج أعلامنا
وتراقصت الهموم على أنغام أوجاعنا
فلا يملأ ذلك المدى المترامي سوى تجاعيد سنيننا
وأزيز الرّياح المسافر بخلجان أنفسنا
امتزج اسودنا بابيضنا وأُجاجنا بفراتنا
وأنبلج اللّيل من خصر نهارنا
فاختلطت عتمة الليل بالوان طيفنا
ذبل النرجس على عتبات طفولتنا
وشابت الياسمين،وشاخت الأقاحي على مفارق عمرنا
وهجرت السنونوات اعشاش فردوسنا
وصار جسدنا معبد لتجوال مخاوفنا وأغترابنا
تصحّرت أرضنا وتشقّقت قشرتنا ورفعت اناملها
لغيث يغسل شفافيّة حقيقة انسانيّتنا
فسلّمت الرّوح مفاتيح كياننا ...

15-12-2020

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة