للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
ما زالت الحكومة تتعامل مع الجريمة بشكل تقليدي وتمارس نفس السياسات، والخطة لا تحدث تغييرًا جذريًّا في الموضوع. الحكومة تتجاهل تمامًا عمل اللجنة الوزارية وعمل سنة ونصف، حيث تبنّت جزءًا ضئيلًا منها دون أي تفصيل ومواعيد تنفيذ محدّدة. تمّ التغاضي عن العمل المهم الذي قامت به اللجنة البرلمانية برئاسة د. منصور عباس، ولم يتم تبني النظرة الشمولية للموضوع. إنّها خطة مرتجلة في سياق سياسي محدد، وهي استغلال لألم مجتمعنا بشكل خطر.
لذلك وإن كانت هناك أمور مهمة في الخطة، ولكنها لا تفي بالمطلوب، مثلًا:
إنّ إقامة وحدة خاصة للتعامل مع الإجرام هو أمر جيد، ولكن على هذه الوحدة أن تشمل كل الإمكانيات والملكات وأفراد شرطة مهنيين، ويرصد لها ميزانيات جدية. ممّا يُفهم، فإنّ هذه الوحدة هي استمرار لمديرية الشرطة في المجتمع العربي، والتي لم تقم كجسم جديد مع إمكانيات إضافية ومتخصصة بالإجرام داخل بلداتنا. ولم يخصص لها إلّا مبلغ ٥٠ مليون شيكل، وتوزيع هذه الميزانيّة غير واضح، ولذلك نحن أمام جسم يحمل اسمًا (وحدة سيف) أكبر من مضمونه.
تتحدث الخطة عن البعد الاقتصادي الإجرامي كمركز اهتمامها، ولكنها لا توضّح أو أنّها تتجنّب الجانب الجنائي (تفكيك عناصر الإجرام وضرب تنظيماتهم) وتتحدث بشكل عرضي عنها. لا يوجد توزيع جغرافي لعمل الشرطة وهي تعتمد على الموجود داخل الشرطة، ولا تتحدث عن أي إضافات في الميزانيات أو الملكات. لذلك نحن أمام مخطط ينظّم الموجود ولا يبني وحدة/وحدات تضاف للجهد الذي لم يؤت بثماره حتى الآن. أضف إلى ذلك، أنّ مبلغ ١٠٠ مليون شيكل سيذهب لبناء مبان بدل الاستثمار في الجهد الشرطوي نفسه، الأمر الذي يكمل خطة الشرطة في السابق ولا يقدم جديدًا.
توظيف موظف يركز عمل الحكومة هو فعل لا يرتقي لأهمية الموضوع. المتوقع هو إقامة جهاز حكومي متكامل يتابع الموضوع بكل تفاصيله، ترصد له ميزانيات وصلاحيات، لا أن يعتمد على شخص واحد فقط، له بالأساس نظرة أمنية عن المجتمع العربي. ولكن ما زالت الحكومة تتعامل معنا بشكل تقليدي باستخدام منسّقين وليس بفعل جدي وحقيقي.
بالموجز:
هذه الخطة ليس ما يتوقعه مجتمعنا، ويجب العودة إلى المطلب الأساسي، وهو خطة شاملة واضحة لها ميزانياتها خارج ما هو موجود الآن.
على قياداتنا الآن تصعيد العمل الشعبي والسياسي لتبني التوجّه الشامل للموضوع. ضعوا الخلافات جانبًا، وليكن صوتنا موحّدًا في هذا الموضوع تحديدًا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com