للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أبراج الساعة السبعة معالم عثمانية شامخة منذ قرن وعقدين من الزمان في قلب مدن فلسطينية، شاهدة على التاريخ
تزخر فلسطين بالكثير من المعالم الاثرية، فرغم صغر مساحتها الجغرافية التي تقدر ب 27027 كم مربع، الا انها موطن حضارة منذ فجر التاريخ بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام " فهي تقع في اقصى جنوب غربي قارة اسيا في الجزء الجنوبي للساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي بذلك تقع في قلب العالم القديم، ما يجعلها جسرا بريا يربط بين بلاد الشام بمصر وبين قارتي اسيا وافريقيا، وبين البحر المتوسط والبحر الأحمر، ومن ثم المحيط بالمحيط الهندي. وبحكم ما حباها الله من مقومات الحياة المتمثلة في المياه التي تقوم عليها حياة الانسان، وكذلك ما انعم عليها وخصها بأرض الرسالات السماوية.
مما جعلها محط انظار الطامعين والطامحين من الملوك والاباطرة والغزاة والفاتحين، فعلى ارضها توالت الحضارات المختلفة فسعت كل منها ان تضع بصماتها وتترك لها ارثا حضاريا ليكون خير شاهدا على تاريخها وماضيها العريق التليد.
ففي هذه المقالة سوف نسرد ونتطرق الى أحد هذه المعالم الحضارية المعمارية الشامخة المعمرة والتي غدت بمرور الزمان تحفا معمارية هندسية نادرة، تربط بين الماضي والحاضر، وصارت في ان معا شاهدة على حقبة غابرة وجزا من تاريخ معاصر.
من برج ساعة السرايا في صفد الجليل الأعلى الواقعة على سفوح جبل كنعان. الى برج ساعة المحمودية في مدينة يافا الساحلية. مرورا ببرج ساعة خان العمدان في مدينة عكا العريقة شمال غربي البلاد. ومن ثم الى برج ساعة مسجد الجرينة في مدينة حيفا، ونحو برج ساعة السرايا او البلدية القديمة في مدينة الناصرة ركن الجليل الأسفل، وبرج ساعة نابلس ,واخرهم برج ساعة باب الخليل .
وتعود قصة وتاريخ تشييد هذه الأصرحة المعمارية الهندسية السبعة، الى العام 1901 , عندما أصدر الباب العالي العثماني فرمانا يقضي ببناء مئة برج ساعة في مراكز المدن الكبرى التي كانت تخضع آنذاك تحت راية الإمبراطورية العثمانية، وتم ذلك الامر بمناسبة حلول ذكرى اليوبيل الفضي أي 25 عاما على تقلد السلطان هبد الحميد الثاني كرسي العرش العثماني. وكانت فلسطين قد حظيت بسبعة أبراج ساعة، حيث انها تسرق من روادها عقولهم وابصارهم وهم يحدقون فيها بتمعن ويحسبون اوقاتهم على اوقاتها، متجاهلين ساعات يد ثمينة تزين معاصمهم،
لعبت هذه الساعات الشامخة في عنان السماء على غرار المنائر، دورا كبيرا في تحديد واعلام الناس بأوقات الصلاة المنضبطة وكذلك فان رنين اجراسها التي كانت تدق وتسمع اصدائها لمسافات بعيدة، كل ساعة، وكل ربع ونصف الساعة.
أذا أمعنا النظر والتأمل في أبراج الساعة السبعة الفلسطينية فإننا سنجد دونما عناء انها كانت قد شيدت بتصميمات هندسية مختلفة باستخدام الحجارة المختلفة من منطقة لأخرى.
اليوم وبعد مرور 12 عقدا من الزمان وبعد تعقب هذه التحف الثرية المعمارية يجب التنويه ان برج ساعة بوابة يافا كان قد هدم من قبل سلطات الانتداب البريطانية الغاشمة في بداية سنوات العشرينات من القرن الماضي.
اجمالا فان هذه الساعات الغامة السبعة في المدن الفلسطينية تحولت في الواقع، بمرور السنين، الى اوابد معمارية ساحرة تزين هذه المدن، والاهم انها كانت زما زالت لتشهد ان فلسطين بمثابة ارض وشعب و حضارة.