الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 21:01

من يسمع صراخ الأمهات الثكالى؟ ... وهل ما يقوله أعضاء الكنيست العرب؟

احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 05/02/21 11:03,  حُتلن: 13:26

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ما يعيشه مجتمعنا العربي من أحداث دامية وما يحدث فيه من حالات جرائم القتل يفوق كل تصور. كانوا يتحدثون باستغراب عما يحدث من حالات قتل في المجتمعات الغربية، لكن نشاطات عصابات الإجرام والمافيات وعمليات الإبتزاز وتجار السلاح في السوق السوداء وغيرها في مجتمعنا، تجاوزت كل الخطوط الحمر.
شاب نصراوي اسمه أدهم بزيع في منتصف الثلاثينات من العمر تعرض لعملية قتل متعمد وهو أمام بيته، حيث قام شخص بإطلاق وابل من الرصاص عليه وفرّ هاربًا من المكان. نعم، هكذا يقتلون بكل دم بارد. القاتل لا يهمه ماذا يفعل، ولا تهمه الشرطة ولو كان عنده أي تخوف من السلطات الأمنية لما أقدم على عمله. الإسعافات الأولية التي تم تقديمها للمغدور أدهم لإنقاذ حياته لم تجد نفعاً، وكل المحاولات الحثيثة لذلك لم تثمر أيضاً، وما كان على الأطباء سوى إعلان وفاة الشاب وهذه مشيئة الله.
شاب في عمر الورود يتعرض لقتل من مجرمين قتلة دون حسيب أو رقيب. حسبي الله ونعم الوكيل. القاتل مهما اختفى عن الأنظار، لا بد وأن ينال عقابه عاجلاً أم آجلاً، ولا ننسى قول الله سبحانه وتعالى :" وبشّر القاتل بالقتل".
شاب آخر من مدينة طمرة إسمه أحمد حجازي، تعرض أيضاً للقتل، صحيح أن المرحوم أصيب بطريق الخطأ كما يقولون، لكنه بالتالي قتل وفقده أهله هكذا فجأة، خطأ كان أم قصدا. الشاب الضحية الطالب الأكاديمي أحمد حجازي رحمه الله. لا ذنب له في كل ما حدث في المدينة. لقد خرج ليستفسر عما يجري فأصابته رصاصة قاتلة. الرصاصة كانت كما تقول المعلومات من الشرطة، التي تدعي انها كانت بالخطأ. فأي خطأ هذا الذي يودي بحياة شاب في مقتبل العمر. ولماذا الخطأ؟ في النتيجة أن أحمد قتل برصاص الشرطة وعليها أن تتحمل المسؤولية.
المواطن الطمراوي عدنان عرموش شاهد عيان على الأحداث الدامية التي شهدتها طمرة مؤخراً، يقول عرموش أن الشاب أحمد حجازي فارق الحياة وهو في منزله، حيث كان يدرس مع إبنه وأصابته رصاصة أودت بحياته، كما أصيب ابنه بجروح.
والدة المغدور أحمد حجازي بكت بحرقة على فراق ابنها الذي خطفه رصاص الشرطة. الوالدة طلبت من الله "أن يشل ايد الي قتل ابني.. كيف بدي أعيش؟" نعم ليس سهلاً عليها فقدان شاب خلوق يحبه أبناء مدينته لاستقامته. وعندما صرخت:"الشرطة لا تفعل أي شيء" هل سمعها أحد من المسؤلين؟ مذا سيقول لها من يمثلها في برلمان بلد قامت شرطته بقتل ابنها؟ وماذا سيقول لها ولأهل أدهم بزيع أعضاء الكنيست العرب؟ سيقولون عظم الله أجركم ويذهبون. ولكن ماذا بعد وماذا قبل وماذا وماذا وماذا؟؟؟
بلدية الناصرة وضعت النقاط على الحروف في بيانها، وحملت الشرطة "المسؤولية"عن العنف المستشري في مجتمعنا الذي بات يعيش حالة من الخوف والقلق والاحباط وسط ضياع الأمن الشخصي وعدم تحرك أجهزة الشرطة التي وظيفتها كبح الجريمة والعنف والقتل ومعرفة الجناة وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم".
حتى أن البلدية اتهمت الشرطة بالتقاعس في عملها تجاه العرب. فقد جاء في البيان:" اننا في بلدية الناصرة نعرف جيدا ان السلطات ذات الشأن لو أرادت سيكون بإمكانها وقف هذا المشهد المرعب كما فعلت في أكثر من موقع في الوسط اليهودي". وأفهمت البلدية أصحاب المسؤولية: "أن هذا الوضع البائس لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن ان نقبل هذا الدمار الحاصل في مجتمعنا والدم المسفوك على ايدي عصابات القتل والجريمة".
البيان الصادر عن بلدية أم الفحم أيضاً حول مقتل الطالب المرحوم احمد حجازي في طمرة ومقتل الشاب المرحوم أدهم فؤاد بزيع من مدينة الناصرة، أظهر بوضوح لا يدع مجالًا للشك " أنّ أجهزة الدولة الرسمية المسؤولة عن أمن المواطن، وعلى رأسها الشرطة، لا تقوم بواجبها بتاتًا، بل وتتعامل معنا بعنف واعتداءات عندما نطلب منها أن تحمينا وتحافظ علينا من آفة العنف".
كلمة أخيرة لا بد من قولها: من يسمع صراخ الأمهات الثكالى؟ أعتقد لا أحد من الناحية الفعلية، والوجع لا يؤلم سوى صاحبه. والأحرى بأهل من يفقدوا أولادهم بسبب حالات القتل أن يرفضوا استقبال المعزين الذين هم في مناصب المسؤولية بكل أطيافهم لأن تقصيرهم في معالجة تفشي الإجرام إلى جانب تقصير الشرطة، هما السبب في فقدان أولادهم. رحم الله الشابين .

مقالات متعلقة