للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
يبدو أن مازن غنايم لم يعد يتحمل كلمة )سابق) كصفة ترافق إسمه أينما تم التطرق إليه في مناسبة ما سياسية كانت أو اجتماعية. فهو رئيس بلدية (سابق) وهو رئيس لجنة السلطات المحلية (سابفاً). وقد تكون هذه الكلمة تؤثر على نفسيته في الحياة الإجتماعية، خصوصاً وأنه كان يتأمل الاستمرار في الصعود للوصول إلى عضو كنيست، لكن رياح الكنيست لم تجر كما اشتهتها سفن مازن في إطار "التجمع"، ولم يتمكن من الوصول إلى هدفه.
قد يكون من حسن حظ رئيس بلدية سخنين (السابق) أن انتخابات الكنيست ألـ 24 تم إجراؤها مبكراً وليس بحسب وقتها. وقد يكون أيضاً من حسن حظه خروج منصور عباس من "المشتركة"، وإلا لما توفرت له الإمكانية ليكون في مكان يحمل الرقم 2 في قائمة ترشح لانتخابات للكنيست في مكون سياسي ديني كبير، لا يوجد بينه وبين المكوّن قواسم مشتركة سوى القليل جداً، خصوصاَ أن غنايم قادم من حزب قومي علماني، والفارق كبير بين المكونين الإثنين.
في الثاني من شهر تموز عام 2019 كتب مازن غنايم على صفحته في الفيسبوك:"انا عضو تجمع كنت وسأبقى عضوا في التجمع، ولن اترك وما سيُطلب مني من اجل التجمع سأقوم به ولن اكون في مكان اخر". يا للعجب، كيف غيّر غنايم موقفه بهذا الشكل. لا شك أن الأمر الذي دفعه لتغيير موقفه واضح كل الوضوح وهو: مقعد في الكنيست، طالما حلم به غنايم وقد أتته الفرصة على طبق من ذهب فأراد استغلالها قبل أن تفلت من يديه. وهذه النقلة لها ثمنها، والثمن كما أعتقد هو ثمن كبير على الصعيد المبدئي والشعبي.
على صعيد المبدأ: تخلى غنايم عن قناعاته بحزبه الأصلي وهو الذي قال:" سأبقى في التجمع" وهذا تحصيل حاصل لأنه لم ينضم للإسلامية الجنوبية "كتجمعي"، وهو الذي قال بصوت عالِ " لن أكون في مكان آخر". إذاً هذه تنازلات عن مباديء، والمعروف في عالم السياسة أن الذي يتنازل عن مبادئه لا مصداقية له. على الصعيد الشعبي: مازن غنايم سيحاسبه الناخب السخنيني في الصناديق، لأنه خلع عباءته "القومية العلمانية" وارتدى "عباءة الجنوبية" وظهر بذلك كشخص آخر. وأقل ما سيقال بحقه: مبارح كان "تجمعي" صار اليوم "إسلامي عباسي"؟.
غنايم كان قد هاجم الدكتور منصور عباس وأفهمه بأن لا علاقة له بالخطة الإقنصادية 922 التي يفتخر بها عباس. إذ قال: ” كنت اتمنى على منصور عباس ان يذكر من ساهم في إعداد الخطة 922 ، وأن منصور عباس وقت اعداد الخطة والمصادقة عليها لم يكن عضوا في الكنيست، ولم يساهم في اعدادها. وانتقد غنايم بشدة ما قام به منصور عباس مع رئيس الكنيست بإلغاء التصويت على تشكيل لجنة تحقيق مع نتنياهو، فقد قال: "في هذا الموقف أخطأ عباس ولو كنت مكانه ما كنت اترك مكاني وكنت اصر على نتائج التصويت لإقامة لجنة تحقيق ضد نتنياهو".
المؤتمر العام للحركة الإسلامية (الجنوبية) كان قد أأكد في اجتماعه الأخير" على سعي الموحدة لضم شخصيات سياسية، لها رصيد وطني كبير في خدمة الجماهير العربية، وتسعى لسيرورة سياسية ديمقراطية سليمة لضم المنتسبين والمرشحين إلى صفوف الحزب، وذلك ضمن آليات وقنوات حزبية ورسمية وليس مجرد إقامة تحالفات انتخابية آنية". بحسب ما جاء في بيان االحركة.
طبعاً، من حق الحركة أن تفعل ما تراه مناسباً لضم أعضاء إليها وهذا الموضوع ليس للمناقشة. وقد يكون مازن غنايم يحظى برصيد وطني، ولكن الذي لفت نظري صياغة وردت في البيان وهي:" ضم مرشحين ضمن آليات وقنوات حزبية ورسمية وليس مجرد إقامة تحالفات انتخابية آنية". والسؤال المطروح هو: هل إشراك مازن غنايم في قائمة الإسلامية الجنوبية كان فوق وأقوى من تحالف؟ بمعنى هل أصبح غنايم باحتلاله المكان رقم 2 في قائمة منصور عباس واحداً من قيادات الإسلامية الجنوبية؟ وهل أصبح غنايم من مؤيدي مواقف عباس السياسية والدينية ، بعد دخوله تحت عباءة الإسلامية الجنوبية؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com