للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أكد البابا فرنسيس في كلمة له على قناعته الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام والأخوة الإنسانية
دعا البابا إلى التوقف عن ارتكاب الفظائع باسم الله، قائلا "كفى عنفا وتطرفا"، قائلا إن الله يدعو إلى المحبة وليس إلى التشريد والإرهاب
في زيارة تاريخية تستغرق 4 أيام، وصل بابا الفاتيكان، فرنسيس الثاني، الجمعة، إلى العاصمة العراقية بغداد، معتبرا أنها "واجب نحو أرض عانت الكثير".
البابا فرنسيس لحظة وصوله الى مطار بغداد
وقال البابا في كلمة للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى بغداد: "أنا سعيد بمعاودة السفر.. الرحلة اليوم معي هي واجب نحو أرض عانت الكثير منذ سنوات. شكرا على مشاركتي هذه الرحلة". وشدد البابا فرنسيس على التزامه بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، قائلا: "سألتزم بالإجراءات ولن أتمكن من مصافحتكم".
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في استقبال البابا في مطار بغداد. وقد نشر العراق آلافا إضافية من أفراد قوات الأمن لحماية البابا خلال الزيارة التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته.
وأكد البابا فرنسيس في كلمة له على قناعته الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام والأخوة الإنسانية. وقال البابا "علينا أن نتطلع إلى ما يوحدنا، عوض ما يؤدي إلى انقسامنا".
واقتبس البابا فرنسيس، في خطابه، عبارات من وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت خلال زيارته لدولة الإمارات، في فبراير 2019.
وأشار بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى سياق الزيارة، وظروف وباء كورونا، قائلا إن هذه الأزمة تدعو إلى القلق، لكنها تدفع أيضا إلى التفكير في نمط الحياة وفي الوجود. وحث البابا فرنسيس، في كلمته ببغداد، على توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بطريقة عادلة.
وتحدث بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن العنف والأزمات التي شهدها العالم، خلال العقود الماضية، قائلا إن الأصولية التي لا تقبل العيش المشترك جلبت الموت والدمار وأنقاضا ظاهرة للعيان.
وتطرق البابا فرنسيس إلى ما تعرض له الإيزيديون في العراق على يد تنظيم داعش الإرهابى، واصفا ما لحق بهم بالهمجية المتهورة وانعدام الإنسانية.
ونبه البابا أيضا إلى تعريض هوية الإيزيديين للخطر، قائلا إن الاختلاف الثقافي والديني يجب أن يكون عونا ثمينا ومفيدا، وليس شيئا يتم السعي إلى التخلص منه.
وشدد على ضرورة القيام بعملية إعادة بناء فعالة ، من أجل تسليم عالم أكثر عدلا وأكثر إنسانية للأجيال القديمة. وأكد أن العدل واحترام القانون هما اللذان يحميان العيش المشترك، وهذا الأمر يتطلب جهدا والتزاما من الجميع، بحسب قوله.
وأردف البابا فرنسيس أن الفاتيكان لا يكل في الدعوة إلى احترام الحقوق وحماية كل الجماعات الدينية في العالم، من أجل إشاعة السلام والوئام. ودعا البابا إلى التوقف عن ارتكاب الفظائع باسم الله، قائلا "كفى عنفا وتطرفا"، قائلا إن الله يدعو إلى المحبة وليس إلى التشريد والإرهاب.
وأبدى البابا فرنسيس شكره للمنظمات الإنسانية التي تعمل في إعادة الإعمار بالعراق، وتنشط لأجل مساعدة النازحين واللاجئين.
ترحيب عربي وإسلامي
ولاقت زيارة البابا الى العراق ترحيبًا عربيًا، مسيحيًا وإسلاميًا، حيث قال مجلس حكماء المسلمين، الجمعة، إنه "يتابع باهتمام" زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس إلى العراق، معتبرا أنها "تمثل فرصة كبيرة لتعزيز السلام، وتبعث برسالة تضامن مع كل ضحايا العنف في المنطقة والعالم".
وأضاف مجلس حكماء المسلمين في بيان، أن زيارة البابا فرنسيس التاريخية، "تأتي لتضمد جراح الشعب العراقي بعد سنوات طويلة من الحروب والدمار، وتمنح العراق والمنطقة الأمل في غد أفضل قائم على التسامح وقبول الآخر". كما اعتبر أن "حرص البابا على إتمام الزيارة رغم التحديات، يعكس إيمانه بروح الأخوة الإنسانية، ويعد دعوة للتلاقي على المشتركات وإعلاء مبدأ المواطنة التي تساوي بين الجميع، بعيدا عن دعوات الكراهية والطائفية والاحتراب".
ومن جانبه، نشر الرئيس اللبناني ميشال عون، تغريدة ترحيب بالبابا فرنسيس، قائلا: "أهلا بقداسة البابا فرنسيس على أرض المشرق، الأرض التي طالما كانت موطن لقاء الحضارات والأديان والثقافات". وتابع: "كلنا أمل بأن تعطي زيارة قداسته لبلاد الرافدين دفعا لإرساء سلام حقيقي، يحتاجه شعب العراق كما سائر شعوب المنطقة".
هذا، وتمنى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، التوفيق للبابا فرنسيس في زيارته، قائلا: "أدعو بالتوفيق للبابا فرنسيس في رحلته، وأن تحقق المأمول على طريق الأخوة الإنسانية". وأكد شيخ الأزهر أن زيارة البابا فرنسيس "التاريخية والشجاعة للعراق، تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي".
برنامج زيارة البابا
يذكر أخيرًا أنّه سيزور البابا خلال رحلته للعراق، 4 مدن من بينها الموصل التي كانت معقلا لتنظيم "داعش"، والتي ما زالت كنائسها ومبانيها تحمل آثار الصراع. وسيزور البابا كذلك مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم، وسيجتمع مع المرجع الديني علي السيستاني.
وتعد هذه هي الرحلة رقم 33 للبابا إلى خارج إيطاليا، ومن المقرر أن يعود إلى روما صباح الاثنين.