الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 21:02

د. بثينة نكد عبود أول جرّاحة درزية لكل العرب: حدودي تتخطى السماء ومجتمعنا العربي غنيّ بالخير والكفاءات

مرام عمران عواودة
نُشر: 01/05/21 12:32,  حُتلن: 18:23

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. بثينة نكد عبود أول طبيبة جرّاحة درزية في حديث لكل العرب:

حدودي تتخطى السماء وتصل أبعد من القمر، أؤمن انّ لا شي مستحيل بالطموح والاجتهاد والكد 

دعم العائلة والشريك هو عنصر أساسي وهامّ جدًا في حياتي ومسيرتي العلمية والعملية وأعتقد انّه أمر مهم لكل امرأة ورجل يسعيان للنجاح أيضًا

مجتمعنا العربي غنيّ بالخير والكفاءات ورسالتي لأبناء مجتمعني أن يكثروا من الخير، أن يحبّوا ويدعموا بعضهم بعضًا لأننا بحاجة لهذا

فخورة بنفسي وفخورة أيضًا بكل امرأة أنجزت ونجحت وقدّمت لمجتمعها ولم يمنعها اي شيء من تحقيق أحلامها وطموحاتها

أشكر أمي التي تعتبر واحدة من الرائدات في مجال التعليم العالي في شفاعمرو وهي أول معلمة درزية في المدينة وكذلك أشكر أبي الذي لطالما دعمني ووقف الى جانبي في كل الظروف

نماذج نسائية عربية مشرّفة| د. بثينة نكد عبود، طبيبة ناجحة تمكّنت من أن تحقق انجازًا مهمًا لمجتمعها كونها أول طبيبة جرّاحة من ابناء الطائفة المعروفية في البلاد، إلى جانب كونها زوجة وأم ناجحة أيضًا، لتكون من ضمن قائمة النساء العربيات الرائعات اللواتي يعتبرن نماذج مشرّفة لمجتمعهن، بلداتهن وعائلاتهن.

الطبيبة بثينة نكد عبود ابنة مدينة شفاعمرو، هي شابة طموحة تبلغ من العمر 33 عامًا متزوجة من الأستاذ عبود عبود، والذي يقدّم لدراسات عليا في قسم العلوم السياسية في جامعة حيفا وأم للطفل جواد البلغ من العمر 3 سنوات. 


د. بثينة نكد عبود

تخرجت د. بثينة من ثانوية شفاعمرو، لتلتحق بمعهد التخنيون عام 2007 وتنهي لقب الطبّ العام بنجاح عام 2014، وبدأت التخصص وتدرّبت في قسم الجراحة العامة في مستشفى بني تسيون في مدينة حيفا منذ العام 2015 واستمرت حتى 2021.

والجدير ذكره أنّه في عام 2019 استأنفت مسيرتها الدراسية في موضوع الجراحة في التخنيون وخرجت في بعثة تعليمية الى مستشفى جونز هوبكنز في الولايات المتحدة ، حيث أجرت أبحاثًا في مجال سرطان الثدي، لتستمر حتى هذا اليوم بنجاحاتها العلمية والمهنية وتُعيّن طبيبة مسؤولة في قسم الجراحة في مستشفى بني تسيون حيث تعمل. 

وفي حديث خاصّ لـ"كل العرب" مع د. بثينة قالت إنّ:"حبّي لموضوع الطبّ بدأ منذ نعومة أظافري، وعائلتي وأمي كان لها الفضل الأكبر فيما وصلت اليه اليوم فقد شجعتني دائمًا على أن أصبح طبيبة فقد كنت اعرّف نفسي بـ "دكتورة بثينة" منذ كنت ابنة 5 سنوات، وكبر الحلم معي حيث لم أر نفسي في مكان سوى طبيبة في غرفة العمليات، ومع بداية مسيرتي التعليمية والمهنية أيقنت أنيّ في مكاني الصحيح، وفي تخصص الجراحة بالتحديد وجدت شغفي وحققت نفسي واعتبرت أنّ هذا المكان هو مكاني لأثبت نفسي وأحقق طموحتي، أنجح وأكون عنصرًا مفيدًا وفعّالًا في مجتمعي".

وفي سؤال حول سبب اختيار "الجراحة" كتخصص رغم صعوبة الموضوع بشكل عامّ وكونها امرأة وأم أيضًا، قالت د. بثينة:"لا شك بأن الجراحة هو تخصص صعب جدًا ومليء بالتحديات والتعقيدات، يحتاج لدقة وتفكير واجتهاد كبير، لكن في نفس الوقت هو تخصص رائع يمكّنني كطبيبة من انقاذ حياة الناس وتقديم علاج "سريع" نوعًا ما يخفف عن المرضى معاناتهم وألامهم، اضف الى ذلك أعتقد أنّه في النهاية ما من عمل أو تخصص سهل وخالٍ من المشقات، فحتى نحقق النجاح علينا أن نمرّ بصعوبات، علينا أن نتعب ونجتهد وندرس، وحتى يحقق أي إنسان طموحاته ورغباته وينجح عليه أن يسعى وراء حلمه بكد واجتهاد ويفعل ما يحبّ ويرغب".




دكتور بثينة مع زوجها عبود عبود وطفلهما جواد

وعن كونها أم وطبيبة جراحة أكّدت د. بثينة أنّ:"الأمر صعب بالفعل، كثيرًا ما يقول لي ابني جواد "أنا بحب ألعب وأمي بتحب تدرس"، ولكن في النهاية أسعى للتوفيق والموازنة بين أمومتي ومهنتي وبكل صراحة لولا دعم عائلتي، أبي وأمي وشقيقتي نسرين وبالطبع زوجي لما حققت هذا النجاح".
وأسهبت:"أمي كانت دائمًا الى جانبي وعائلتي كلها فهم يمنحون الرعاية لابني في أوقات الدراسة أوقات غيابي عن المنزل، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجي عبود الداعم والمتفهم جدًا لعملي والذي بدونه لم أبلغ الى ما وصلت إليه اليوم".

وشددت د. يثينة على أنّ:"دعم العائلة وتفهمها هي عنصر أساسي ومهم في مسيرة النجاح، وأعتبر أنّ كل امرأة ورجل ايضًا بحاجة لدعم وتفهّم العائلة وشريك الحياة".

"دعم عائلتي عنصر أساسيّ مهم"
وعن كونها أول طبيبة جرّاحة من أبناء الطائفة الدرزية قالت الدكتورة بثينة:"فخورة بنفسي وفخورة أيضًا بكل امرأة أنجزت ونجحت وقدّمت لمجتمعها ولم يمنعها اي شيء من تحقيق احلامها وطموحاتها، وهنا لا بدّ أن أشكر أمي التي تعتبر واحدة من الرائدات في مجال التعليم العالي في شفاعمرو وهي أول معلمة درزية في شفاعمرو والتي كانت داعمة ومشجعة لي ولأخوتي منذ طفولتنا وحثتنا دائما على النجاح واصلاح حال مجتمعنا والعمل والعلم من أجل تقديم الأفضل، وكذلك الأمر بالنسبة لأبي الذي لطالما دعمنا وشجعنا على التعليم فهو معلّم قدّم لسلك التعليم الكثير على مدار 30 عامًا، وقد وقف دائمًا الى جانبي وأذكر جملته التي رددها على مسامعي باستمرار "نحن معك دائمًا.. اختاري ما تريدين وما تحبين أن تتعلمي وستجديني الى جانبك" وهو أيضًا ما ساهم بشكل كبير ببناء شخصيتي ومنحني دفعة قوية في مسيرتي".

واختتمت الطبيبة بثينة نكد عبود حديثها لـ"كل العرب" برسالة لأبناء المجتمع العربي بالقول:"كنت ولا زلت أقول دائمًا أنّ "حدودي ليست السماء فحسب، حدودي تتخطى السماء وربما تصل الى ما أبعد من القمر"، وأقول لكل صبية عربية ودرزية لا تخافي ولا تجعلي أي شيء يقف في طريق نجاحك، عليك بالاجتهاد والدراسة والتعب فلا شيء مستحيل".
وأضاف:"أدعو الأهل أيضًا الى دعم أولادهم وتشجيعهم من أجل تحقيق طموحاتهم والتميّز في المجال الذي يحبّونه فهم دافع وحافز أساسي ومهم في مسيرتهم التعليمية والمهنية. وأخيرًا أقول لكل أبناء مجتمعنا العربي المليء بالخير والكفاءات والطاقات: أكثروا من الخير والعطاء، أحبّوا وادعموا بعضكم بعضًا لأننا بحاجة لهذا الأمر من أجل النهوض بمجتمعنا وضمان مستقبل مشرق لأولادنا".

مقالات متعلقة