الأخبار العاجلة
ما حصل في الحرب الأخيرة على غزة يندرج في إطار الهمجية المطلقة التي استخدمتها إسرائيل ضد أهالي غزة، والصف الذي أر به كبار الجنرالات لتدمير كل شيء دون الأخذ بعين الإعتبار إبعاد المدنيين عن أهداف الصواريخ المقدمة لهم من أمريكا، يدل على أمرين: حقد ضغين وتدمير الحجر قبل قتل البشر. ولهذا السلوك الوحشي أسبابه:
يقول طيار برتبة رائد في الجيش الإسرائيلي خلال حوار أجرته القناة (12) الإسرائيلية الخاصة مع عدد من الطيارين شاركوا في نسف تسعة أبراج سكنية في غزة: "إن نسف الأبراج السكنية خلال العدوان على القطاع كان طريقا للتنفيس عن إحباط الجيش بعد إخفاقه في وقف إطلاق الصواريخ من القطاع".
وذكر الطيار: "كنت أخرج لشن غارة مع إحساس أن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا، ولم ننجح في وقف إطلاق الصواريخ، ولم ننجح في المساس بقيادة التنظيمات في غزة لذلك نسقط الأبراج".
ويبدو بشكل واضح أن التفوق الجوي لم يعد يعني أنه يؤدي إلى الانتصار في حرب، وقد أكد ذلك جنرال إسرائيلي سابق اسمه يتسحاك بريك. فقد صرح الجنرال في مقابلة مع إذاعة الجيش يوم أمس الأحد:" إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت غزة خلال الجولة الأخيرة، لكنها فشلت في وقف إطلاق الصواريخ من القطاع، لذلك فإن النظرية القائلة إنه يمكن الانتصار في الحروب من خلال الطيران قد انهارت تماماً. وحذر بريك، الذي سبق وشارك كقائد سرية في حرب أكتوبر 1973 من سيناريو كارثي يمكن أن يواجه إسرائيل.
على كل حال فإن الجنرال المتقاعد على حق في تكهانته. فإذا كانت إسرائيل قد عجزت عن وقف صواريخ حماس رغم "القبة الحيدية" و"الباتريوت" ورغم شدة القصف الهمجي على مدار 11 يوما، فماذا ستفعل إذاً في حرب متعددة الجبهات يشارك فيها حزب الله؟
إسرائيل تحاول بين فترة وأخرى" إعطاء درس" للفلسطينيين غلى أنها هي صاحبة القول الفصل في المعركة. فتكون النتيجة عكسية. فالوطن ليس بنايات فقط إنما رجال يناضلون إيماناً بوطنهم وإيماناً منهم بالدفاع عنه وتقديم الغالي والنفيس من أجله. هؤلاء الأوغاد أحفاد شامير وبن غوريون ورؤساء عصابات أخرى، لم يعرفوا أن الشعب الفلسطيني لا ينسى وأنه يتعلم لكي لا ينسى وأن ذاكرة الفلسطيني السياسية لا توازيها أي ذاكرة بشرية أخرى. إنه بالفعل شعب الجبارين.
الفلسطينيون أينما وجدوا في العالم العربي لا يملكون متراً واحداً من الأرض التي تحت أقدامهم. ولو أمعنا النظر في مراجعة تاريخ الصراع مع إسرائيل، لوجدنا أنه تاريخ مجازر وكلما كان لإسرائيل إمكانية ما، فإنها تعمد إلى القيام بمجزرة. لأنها تحقق هدفين في آن واحد: الرعب وفرض القوة.
يقول معلق سياس عربي:" إسرائيل تعتمد على قدرتها في السحق وأعمال الإبادة، ولهذا السبب فإنها تدفع بكل ما تملك لكي تحقق المجزرة أغراضها، ويستكمل المشروع الاستيطاني ما بقي عالقا في القدس وغيرها وهي لن تسمح بحلول. وبالرغم من كل ما تقوله الأعراف والقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، إلا أنها تضرب بها عرض الحائط، لأن التسوية ليست هي السبيل بالنسبة إليها. بل الإبادة هي السبيل"
يقول المحلل السياسي علي الصراف :" إسرائيل لن تقبل بالحلول التي تتطلبها قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا بحل الدولتين ولا التخلي عن بقاء الاحتلال في الشطر الشرقي من القدس، ولن تسمح للفلسطينيين بأن يشكلوا دولة على أراضي العام 1967هذا لن يحصل".
ما يبدو واضحا، هو أن التركيبة السياسية الموجودة في إسرائيل لا يتقاسمها اليمين مع اليسار بل يتحكم بها تياران لا ثالث لهما: اليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفاً. والتياران يتنافسان في ممارسة القوة والرعب ضد الفلسطينيين والجانبان يؤمنان بأن القدس موحدة عاصمة لإسرائيل. إذاً هذه ثقافة العنف والغطرسة والقوة .
فإذا كان معسكر اعتقال "اوشفيتز" في بولندا هو شاهد عيان على أعمال الإبادة التي تعرض اليهود في الحرب العالمة الثانية، فإن غزة أصبحت أيضا "أوشفيتز" الفلسطينيينً
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency