للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
هناك العديد من الاسئلة التي اقلقت وتقلق المعنيين بالكتابة الروائية، سابقا ولاحقا، وما اكثرهم في هذه الفترة المنفتحة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المزدهرة باضطراد، والحافلة بالتباهي بسبب وبدون سبب. من هذه الاسئلة المتعلقة بإغراء الكتابة الروائية.. ماذا اكتب وكيف اكتب.. وربما لمن اكتب وما اليها من اسئلة مشابهة.
كتاب "حياة الكتابة- مقالات مترجمة عن الكتابة"، اعداد وترجمة عبد الله الزماي، الصادر عن " مسليكيان للنشر والتوزيع"، في تونس، عام 2018، يجتهد في تقديم الاجابات عن الاسئلة المطروحة آنفًا، عبر مجموعة من المقالات التي كتبها روائيون مشهود لهم في العالم اجمع. منهم اليف شافاق، مؤلفة" قواعد العشق الاربعون"، هاروكي موراكامي مؤلف "كافكا على الشاطئ"، وايزابيل اللندي مؤلفة "بيت الارواح". مُعدُّ الكتاب يقول في تقديمه له، انه قام بترجمة ما ضمّه كتابُه خلال فترات متفرقة.
ما ضمّه الكتاب من آراء ومعلومات يُقدّم الاجوبة عن الاسئلة المذكورة بطريقة غير مباشرة، تصف ولا تقدّم الارشادات المباشرة. ما يجمع عليه اصحاب المقالات المترجمة في الكتاب بشكل عام، هو انهم كتبوا ما كتبوه وانتجوا ما انتجوه من كتابات روائية شهد لها القراء في مختلف انحاء العالم، بدافع القلق الوجودي. ولعل تجربة يان مارتل صاحب الرواية الفريدة "حياة باي"، تقدّم صورةً واضحةً لهذا القلق، فقد عانى مارتل حد البكاء عندما بلغ الثلاثين من عمره، وغاص في بحور المعاناة والبحث الى ان شرع في التخييل.. فترة اثر فترة. الى ان ابتدأت اطياف روايته بالتجسد المضبب.. وابتدأ الكتابة.
اما ايزابيل اللندي، فقد كتبت تقول انها بعد ان بلغها عام 1982 ان جدها يحتضر، وانها لن تتمكن من توديعه، كتبت الجملة الاولى في روايتها. الاولى. "اتانا بارباس عبر البحر". تقول اللندي مُعلقةً على هذه الجملة: مَن كان بارباس هذا؟ ولماذا اتانا عبر البحر؟ لم اكن محيطة بهذه الفكرة الضبابية، لكنني واصلت واكملت الكتابة كمجنونة حتى الفجر، وعندما بلغ مني التعب ملغًا، زحفت نحو السرير، تمتم زوجي:" ماذا كنت تفعلين"، اجبته:" السحر"، وقد كان بالفعل، ففي الليلة التالية بعد ان تناولت عشائي، اقفلت على نفسي مرةً اخرى في المطبخ كي اكتب. كرّرتُ الامرَ في كل ليلة متناسيةً ان جدي قد مات. بعد سنة كنت قد فرغت من كتابة خمسمائة صفحة.. هي صفحات روايتي الاولى "بيت الارواح".
يضمُّ كتاب حياة الكتابة تجربةً اخرى هامةً في مجال الكتابة الروائية، يقدّمُها الروائي كازو ايشيغورو، اجابة عن سؤال: كيف كتب روايته الثانية "بقايا اليوم"، في اربعة اسابيع. تتخلص هذه الاجابة بانه كتب خلال فترة كتابته روايتَه، يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى العاشرة والنصف مساء، لا يتوقّف عن الكتابة الا خلال فترات تناول الطعام ليعود الى الكتابة، منبتًّا عن العالم ومستغرقًا في عالم كتابته وتخيّلاته.
هذا الكتاب، كما اوحيت آنفًا، يقدّمُ تجارب في الكتابة الروائية، تتيح الامكانية لمن يبحث عن اجوبة لأسئلة تتعلق بالكتابة الروائية، العثور عليها او على بعضها.. ولعلّ اهم ما تضمّه هذه الاجابات المتخصصة، هو ان الكتابة الروائية تحتاج الى العيش في عزلة.. والابتعاد عن الواقع اليومي المعيش.. بهدف الالتحام به مجددًا.. عبر عوالم متخيلة.. بإمكان كل ما فيها ان ينطق ويروي.. بما فيه الاشجار والانهار، كما تقول اليف شافاق في تقديمها تجربتها الروائية المثيرة واللافتة في الآن.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوانalarab@alarab.com