الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 20:02

بوش تلقاها برمي حذاء وماكرون على وجهه.. صفعة رئيسين بالحذاء واليد/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 16/06/21 11:00,  حُتلن: 14:00

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

قررت أن يكون مقالي لهذا اليوم بعيداً عن حكومة بينيت وشركاه الداعمين لزواج المثليين من بعضهم، وأن يكون خالياً كلياً من "العباسيين" ومهازلهم، وأن يكون استراحة محارب للقاريء، ليريح نفسه من أخبار "القبانات وبيضاتها" و "الموازين وألسنتها" ,أيضاً ليرتاح المتابع من الحديث عن الفضائح الأخلاقية لأحد مسؤوليهم في الغرف الخاصة. والأهم من ذلك ليرتاح القارئ من نفاق بينيت لــ "الزعيم العربي الشجاع" لأنه أوصله لسدة الحكم، بعد أن وصفه قبل ذلك بــ "داعم للإرهاب" مما يؤكد أن السياسة مصالح، ومن يؤمنون بالمبدأ هم قلة في هذا الزمان، والمؤكد أن بينيت وأعضاء ائتلافه ليسوا منهم.


في الثامن من الشهر الحالي تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصفعة على وجهه أثناء قيامه بجولة في جنوب فرنسا. وحسب إذاعة (آر.إم.سي) الفرنسية مد الرئيس يده لمصافحة رجل، لكن الرجل هتف "تسقط الماكرونية" ثم وجه إلى ماكرون صفعة على الوجه. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها ماكرون لحادث إهانة.


ففي تموز/يوليو العام الماضي، تعرض محتجون لماكرون ووجهوا له كلمات نابية، فيما كان يتجول مع زوجته برفقة حراسه الشخصيين في حديقة تويلوري بالقرب من متحف اللوفر في باريس. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس وقتها أمام البرلمان بعد الحادثة الأخيرة إن "السياسة لا يمكن أن تكون أبدا عنفا أو عدوانا لفظيا أو عدوانا جسديا".
توجيه صفعة لماكرون على وجهه، دفع بأحد رسامي الكاريكاتير إلى نشر رسم ساخر عن الحادثة، خصوصاً أن زوجة ماكرون بريجيت، تكبر زوجها بحوالي 25 سنة. فقد أظهر الرسام بريجيت تمسك بيد ماكرون وتقول له: تعال قوللي مين اللي ضربك". أنه رسم ساخر فعلاً.
لكن الملفت للنظر، بل والغريب في الأمر حقاً، أن التهمة التي تم توجيهها للرجل الذي صفع الرئيس الفرنسي على وجهه كانت تهمة غير متوقعة. التهمة تقول:" الإعتداء على موظف عام". هكذا ببساطة. ولم توجه له تهمة جاهزة من التهم الموجودة والمتعارف عليها في مخزونات الأجهزة الأمنية العربية (تقويض نظام الحكم، محاولة اغتيال، مؤامرة على صاحب الجلالة أو فخامة الرئيس أو صاحب السمو) وغير ذلك من التهم. تصوروا لو أن الحادثة وقعت في العالم العربي، وأقصد مع رئيس أو ملك عربي فماذا كان سيحدث يا ترى للفاعل، طبعاً لو بقي حياً، لأن مائة رصاصة على الأقل كانت ستحول جسده إلى كومة من اللحم.
الرئيس في أوروبا يعتبر موظفاً عاديا موجود لخدمة الشعب، وكثيراً ما يسير الرئيس لوحده في الشارع ويجلس في مقاهي ومطاعم (وأنا شخصياً شاهدت الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان في باريس في أحد المقاهي) وفي العالم العربي يعتبرون الرئيس مرغمين (خليفة الله على الأرض) وهو الذي لا يمس ولا يطال بسوء، وهو وحده صاحب الكلمة الفصل، وهو وحده (الشديد العقاب والرحيم الرحوم) ومن يفكر في غير هذا الاتجاه، ويتفوه برأي آخر يتنافى مع ( وحدانية) الحاكم الذي لم تلد أماً مثله (الله يرضى عليه)، فإن زنزانات ما تحت الأرض وعذاباتها المتنوعة جاهزة دائماً "للمتمردين" على "أنصاف الآلهة" الذين تمتليء شوارع عواصمهم بتماثيلهم.
وعندما أقارن بين القضاء الأوروبي والعربي، يصيبني نوعاً من الحزن ومن الحقد. أحزن على شعب يتم التعامل معه كقطيع ماشية، وأحقد على الحكام الذين يستعبدون شعوبهم لدرجة مطالبتهم لهم بـ "التأليه" أي أن مخالفة الحاكم كفر، وويل للكافرين. هكذا يريد الحكام بل هكذا أرادوا وأوصلوا شعوبهم إلى هذه الحالة.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من التذكير بحادثة ضرب الرئيس الأمريكي بوش الإبن بـ" الكندرة" العراقية. ففي الرابع عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول 2008 وخلال مؤتمر صحفي في قصر رئيس الوزراء العراقي في بغداد، أقدم صحفي عراقي يدعى منتظر الزبيدي على ضرب الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن بـ "فردة" حذائه وصاح بالعربية "هذه قبلة وداع من الشعب العراقي أيها الكلب"، ثم ضربه بـ "الفردة " الثانية من الحذاء وصرخ "هذه للأرامل والأيتام وكل القتلى في العراق". وكان من المقرر أن يترك بوش منصبه بعد خمسة أسابيع تقريبًا، بعد تنصيب خليفته باراك أوباما.
بوش نفسه لم يعط الموضوع أهمية، فكثيراً ما يضرب الزعماء في الغرب بـ"البندورة، البيض والبطاطا" وهو أمر عادي كتعبير عن عدم الرضى على النهج السياسي. لكن المنافقين والمتملقين المتآمرين على الوطن العراقي والذين سببوا دمار العراق على يد الأمريكيين جعلوا "من الحبة قبة" ليظهروا مدى ولائهم للمحتل الأمريكي وتم سجن العبيدي ثلاث سنوات.
فمتى يصبح المواطن العربي في بلده حراً يستطيع على الأقل التعبير عن موقفه أمام الحاكم بالكلام، وليس بالضرورة بـاستخدام الصفعات بـ"الصرماية" أو باليد؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة