بعد ساعات من هدم القرية للمرة الـ190، تم في المحكمة المركزية بمدينة بئر السبع تأجيل النظر في قضية ما يسمى غزو أراضي الدولة والبناء غير المرخص بحق أهالي العراقيب – حيث اختارت السلطات عدم ابلاغ الأهل بصورة مسبقة عن التأجيل على خلفية إضراب النيابة العامة الإسرائيلية، وذلك كجزء من سياسة الضغط المستمرة عليهم.

ويقول عزيز صياح، ابن قرية العراقيب، في حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب حول الهجمة على جبهتين – الهدم والمحاكم: "هجمة شرسة وممنهجة ولربما كانت خطة جهنمية لأن لنا تجارب سابقة، لأنه منذ يوم أمس والمحامية تتراسل مع النيابة العامة، ولم يعطوا المحامية قرار حتى الساعة 10:30 صباحا – أي قبل نصف ساعة من المحكمة – والآن يقولون إنّ المحكمة قد تتأجل والتاريخ سيبعث لنا في وقت لاحق، وفي ساعات الصباح تأتي قوات الظلم والخراب وتهدم العراقيب للمرة الـ190".
أحمد أبو مديغم - رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب، قال: "توقعنا هذا الحدث منذ الصباح حين حضروا للعراقيب وهدمها، وتمّ تكسير ألعاب الأطفال للمخيم الصيفي في العراقيب الذي كنا على وشك افتتاحه، وكنا نستعد لفعاليات على شرف الذكرى الـ11 لهدم العراقيب، يوم 27.7، وما كان اليوم مبرمج مسبقا، فعدم حضور القاضية إلى المحكمة وحضور القوات إلى العراقيب بأعداد كبيرة اليوم كان مؤشرا".
وكانت سلطة أراضي إسرائيل، معززة بقوات من وحدة يوآف، هدمت مساكن أهل العراقيب المصنوعة من الأخشاب والنايلون التي تقيهم حر الصحراء الملتهب وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين والثامنة منذ مطلع العام. وتأتي عملية الهدم في خطوة استباقية للمحكمة واستمرارا لتضييق المؤسسة على أصحاب الأرض وحملة الانتقام المستمرة على خلفية نضالهم من أجل البقاء والاعتراف بحقوقهم على أراضيهم.
وقال الشيخ صياح الطوري من قرية العراقيب في رده على سؤال حول عدم اخبارهم بصورة مسبقة عن التأجيل: "كما قال المثل - خد ومتعود على اللطيم. لقد مررنا بهذه الألاعيب في السابق ودفعنا ثمنها، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وبورك من حضر للتضامن معنا، بينهم الدكتور سليمان اغبارية والشيخ أبو محمد والحضور جميعا – الذين تعبوا معنا، ولكن تعبهم اليوم منحنا الراحة لأننا أثبتنا وجودنا في قاعة المحكمة، حيث مارست السلطات ضدنا ألاعيب سياسية وليست قانونية".
د. سليمان إغبارية، رئيس بلدية أم الفحم سابقا، الذي حضر للتضامن مع الأهل في محكمة بئر السبع المركزية، أشار في حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب أنّ "في هذا اليوم حين يتم فيه محاكمة الشيخ صياح وثلاثة آخرين يتم هدم العراقيب – ما يؤكد أن هذه المؤسسة تنظر إلينا كرهائن في هذه الدولة ولسنا مواطنين".
وتواصل السلطات الإسرائيلية تضييقها على المواطنين العرب-البدو خاصة في القرى مسلوبة الإعتراف في النقب في الفترة الأخيرة، في ظل ما يسمى "حكومة التغيير" برئاسة نفتالي بينيت، وذلك من خلال حملات دهم يومية هدفها مصادرة الأراضي وتجريف المحاصيل الزراعية وهدم المنازل وفتح ملفات لهم في المحاكم على كل توسعة لمنزل من الصفيح لا يكفي الحد الأدنى من احتياجاتهم، وذلك كجزء من سياسة عنصرية تطال البشر والحجر والشجر - سياسة ممنهجة ومستمرة عبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم تتوقف منذ يوما منذ النكبة.