للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير الحوادث ونشرها عبر مختلف منصّات ومواقع التواصل الاجتماعي في مشهد غير حضاري لا يتفق مع القيم الإنسانية والأديان
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي نعيشه، بات تصوير الحوادث والأحداث العامة أمراً اعتيادياً بين الناس من دون دراية بالأبعاد الإنسانية والدينية والاخلاقية ودون أخذها بعين الاعتبار.
وربما يغيب عن بال الكثيرين، عمدًا او سهوًا، أنّ مثل هذا السلوك ينتهك حريات وخصوصية الآخرين في ظروف صعبة، إذ أصبحت المسألة مجرد تسلية للبعض او بهدف الحصول على أكبر قدر من المشاهدات واللايكات والمتابعين للتربع على ساحة مواقع التواصل!!
وكانت قد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير الحوادث ونشرها عبر مختلف منصّات ومواقع التواصل الاجتماعي في مشهد غير حضاري لا يتفق مع القيم الإنسانية والأديان.
الشيخ معين الصح، إمام مسجد عثمان بن عفان في عرابة، وفي اعقاب انتشار فيديو حادث اطلاق النار على عائلة جروشي داخل مركبة بالقرب من عيلبون قبل نحو أسبوعين، عبّر عن استنكاره لنشر وتبادل هذا الفيديو ونشر رسالة امتعاض واضحة، حيث أكّد في حديث لمراسل "كل العرب" أنّ:"هذه ظاهرة مقلقة اصبحنا نعيشها في كل حادثة اطلاق رصاص او حادث طرق او حادث عمل ، وبات الناس يتسابقون على تصوير الدماء والاشلاء وارسالها الى أصدقائه والتي سرعان ما تنتشر كانتشار النار في الهشيم دون أي مراعات لخصوصية المصاب او لمشاعر عائلته والتي غالباً ما تعرف عن إصابة أبنائها او مصرعهم من خلال مجموعات التواصل الاجتماعي الامر الذي يمكن ان يؤدي لاصابتهم بصدمة".
الشيخ معين صح
وأضاف الشيخ معين الصح:"إنّ الله عز وجل كرّم الانسان وديننا الإسلامي الحنيف حثّنا على عدم الاعتداء على خصوصيات الاخرين كما حثنا على مساعدة الاخرين، لذلك كل من يصادف حادثًا معينًا يتوجب عليه ان يعمل على تقديم المساعدة للمصاب اولاً والمحافظة على خصوصيته ثانياً، لأنّ كل واحد منا يمكن ان يكون مكان هذا المصاب في يوم ما!".
وتابع الشيخ:"هنالك بعض الدول التي تجرم كل من يقوم بتصوير الحوادث وتعاقب المخالفين بالسجن الفعلي ، انا أؤيد سن مثل هذا القانون في إسرائيل ، خصوصاً وان الوضع بات لا يطاق ، ففي الآونة الأخيرة بلغني ان بعض المسعفين يقومون أيضا بتصوير المصابين او الجثث في موقع الحادث، هؤلاء بعيدون كل البعد عن الرسالة الإنسانية التي يحملونها ، ويجب معاقبتهم كما ويجب معاقبة كل من يقوم بتصوير مثل هذه المقاطع التي تسمن ولا تغني من جوع وليست سوى رقص على دماء الناس"، كما قال.