الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 17:01

ليدي- د. عزام: جرعة واحدة من لقاح التيتانوس تحمي الأم والطفل

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 19/05/16 12:19,  حُتلن: 15:22

د. منذر عزام: 

التيتانوس هو من الأمراض الخطرة بالنسبة الى كل من الأم والطفل وإن كانت درجة الخطورة على الأم أقل منها عند الوليد، حيث تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عنه عندهن بين 50 و60%، في حين ترتفع عند الخدّج إلى 80%

لم يتم اكتشاف علاج مباشر وخاص بالتيتانوس، لذا يبقى الأمر الأهم تنظيف الأمكنة أو الجروح حيث تعيش البكتيريا

في الحمل، يتمثل العلاج في إنعاش الحامل بجرعات من الأوكسيجين ومع تعافي الأم سوف يتعافى الجنين بصورة تلقائية

ليدي- التيتانوس هو أحد الأمراض التي يمكن تفاديها قبل حدوث الحمل من خلال متابعة اللقاحات الخاصة به، خصوصًا إذا عرفنا، كما يقول طبيب الأمراض النسائية والإختصاصي في العقم والتوليد الدكتور منذر عزام، أنه يشكّل خطورة على الجنين إن لم يتم تداركه. فما هو مرض التيتانوس، واللقاح الخاص به، وما هي أبرز وسائل الوقاية والعلاج؟


د. منذر عزام

ليدي: ما اسم البكتيريا التي تسبّب مرض الـ Tetanus أو ما يعرف بالكزاز؟
د. منذر: هي تعرف علمياً بالـ Clostridium Tetani. وينتج المرض عن إفرازات هذه البكتيريا المعروفة بالـ Exotoxine، ومهمتها شل وظيفة عضلات الجسم. وغالباً ما تكون موجودة عند أي إنسان عادي في البراز، كما يمكن أن توجد في التراب. ويمكنها ألا تتسبب بأذى إلا إذا دخلت الجسم عن طريق الجروح، أو حتى نتيجة الوخز بأشواك الورود التي غالباً ما تصيب الأيدي.

ليدي : كيف تحدث الإصابة عند الحامل؟
د. منذر: اصابتها بالتيتانوس تكون في معظم الأحيان ناجمة من البراز الذي يحدث أثناء الولادة الطبيعية، فيحدث أن تنتقل البكتيريا منه إلى جرح الولادة، فتمكث فيه ثم تقوم بفرز مادة الـ Exotoxine التي تبدأ بالتنقل داخل الجسم وتحديداً في الأعصاب.

ليدي: ما هي الأعراض التي تؤشر إلى ظهور المرض؟
د. منذر: تسبب الـ Exotoxine التي تفرزها بكتيريا التيتانوس تشنجات تدريجية في العضلات انطلاقاً من الوجه وصولاً إلى بقية عضلات الجسم.

ليدي: وهل يمكن أن تنتقل العدوى أثناء الولادة إلى الطفل؟
د. منذر: بالطبع، فكما يحدث بالنسبة الى أمراض أخرى عدة تنتقل أثناء الولادة إلى المولود الجديد، يمكن أن تنتقل عدوى التيتانوس إلى الطفل عبر حبل السرة الذي قد يصاب بالتلوث، جراء براز أمه أو من الآلات غير المعقّمة 100٪ المستعملة في عملية القطع، مهما بلغت درجة النظافة والوقاية المعتمدة في المستشفيات.

ليدي: ما هي درجة الخطورة التي يمثلها هذا المرض للأم أو للطفل؟
د. منذر: لا شك في أن التيتانوس هو من الأمراض الخطرة بالنسبة الى كل من الأم والطفل، وإن كانت درجة الخطورة على الأم أقل منها عند الوليد، حيث تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عنه عندهن بين 50 و60%، في حين ترتفع عند الخدّج إلى 80%.

ليدي: نفهم إذاً أنها لا تحدث أثناء الحمل؟
د. منذر: قد تحدث في حالات نادرة جداً، إذا كان في جسم المرأة جرح ما، فهي كأي شخص عادي يمكنها أن تصاب بالمرض بغضّ النظر إذا كانت حاملاً. إلا أن إصابتها هذه تنطوي على خطورة كبيرة بخلاف الأشخاص الآخرين لكونها تحمل جنيناً في أحشائها يمكن أن تعرّض حياته للموت.

ليدي: وإزاء هذه الحالة، ما هو العلاج الناجع؟
د. منذر: حتى اليوم لم يتم اكتشاف علاج مباشر وخاص بالتيتانوس، لذا يبقى الأمر الأهم تنظيف الأمكنة أو الجروح حيث تعيش البكتيريا. فمجرد وصول الأوكسيجين إليها كفيل بأن يقضي عليها. أما في الحمل، فيتمثل العلاج في إنعاش الحامل بجرعات من الأوكسيجين. ومع تعافي الأم سوف يتعافى الجنين بصورة تلقائية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطفل في بطن أمه غير معرض للإصابة، بل لمجرد عدم وصول الأوكسيجين إليها، فإن الطفل سوف يعاني تلقائياً نقصاً فيه. 

ليدي: وماذا عن علاجه؟
د. منذر: بدوره، يتلقى الطفل المصاب بالتيتانوس جرعات من الإنعاش بالأوكسيجين في غرفة العناية الفائقة. لكن، للأسف، نادرة هي الحالات التي يبقى فيها على قيد الحياة، باعتبار أن درجة تحمّله للمرض تكون عادة أقل من تلك التي يتمتّع بها الكبار.

ليدي: هل من وسائل للوقاية من الإصابة؟
د. منذر: الطريقة الوحيدة تتمثل في اللقاح. وكلنا يعرف أن الطفل بعد الشهر الثاني لولادته يفترض أن يتلقى الجرعة الأولى من لقاح التيتانوس، وبعد شهر الجرعة الثانية، وفي الشهر السادس الثالثة. وفي عمر خمس سنوات يعاد تلقيحه للمرة الأخيرة. لهذا، على المرأة أن «تتلقّح» قبل الحمل كي تبقى لديها المناعة الكافية لمواجهة المرض إذا ما أصيبت به خلاله أو أثناء الولادة.

ليدي: وإن لم تعتمد هذا اللقاح، ولم تتذكّر إذا كانت تلقّته في الطفولة، فهل من الخطورة أن تستعيده قبل الحمل أو أثناءه؟
د. منذر: في هذه الحال، ثمة إجراء طبي بات معتمداً يتمثل بما يعرف بـ «المصل ضد الكزاز»، وهو ما يُعمل به عادة عند تعرّض أي شخص لجرح، وذلك خوفاً من أن يكون ملوثاً نتيجة احتكاكه بالحديد أو غيره. ولأن الطبيب النسائي لا يستطيع أن يتكهن إذا كانت الحامل عند الولادة مصابة بالمرض أم لا، فإن الوسيلة الأفضل لتفادي ذلك إعطاؤها حقنة الكزاز عند البدء بالولادة. ومن شأن هذا الإجراء أن يُنتج مادة مضادة للقاح تعرف بالـ Immunoglobuline تعمل مباشرة في الجسم لمدة 24 ساعة.

ليدي: هل يُعتبر لقاح التيتانوس أساسياً في الحمل؟
د. منذر: ليس من اللقاح الأساسي أثناءه ، مثل ذلك المعتمد للحصبة الألمانية، لكن لا ضرر في أن يعطى قبل الحمل على سبيل الوقاية، ولا سيما أنه في كثير من الأحيان لا يمكن تجنب الإصابة خلال الولادة نتيجة البراز المتأتي عنها مهما بلغت معايير التعقيم، علماً بأنه ليس من اللقاحات المكلفة.

ليدي: ما هي مدة الحصانة التي يوفّرها للمرأة ؟
د. منذر: يُكسب السيدة مناعة لمدة 10 سنوات على الأكثر. والأطباء ينصحون اليوم بتكراره بعد مضي خمسة أعوام على اللقاح الأول، وليس من ضرر إن أعيد أخذه في كل عام.

ليدي: في ظل الوعي العلمي وانتشار المعرفة عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، ما هي نسبة الإصابات الموجودة حالياً في العالم العربي؟
د. منذر: لا شك في أنها قليلة جداً في ظل إجراءات النظافة والتعقيم والسلامة الصحية التي تتبعها المستشفيات. لكن يبقى احتمال الإصابة قائماً، خصوصاً لدى المجتمعات التي لا تزال تعتمد الولادة في المنازل والعيادات الخاصة والمستوصفات.

مقالات متعلقة