للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
رافي أشكنازي في مقاله:
تعريف الصراع العميق على أنه نزاع يقزّم المشكلة ويفصلها الى مركبات صغيرة يمكن حلها
كل الخدع التي يديرها الوزير كيري بدعم هادئ من قبل رئيس حكومتنا من أجل الهروب من الموضوع الحقيقي هي تضليل سوف يكلفنا دماء كثيرة
الطيبي عملياً رأس الحربة للعرب في النضال الفلسطيني لتحويل دولة إسرائيل الى دولة جميع مواطنيها في الطريق لتحويلها الى قسم من الدولة الفلسطينية الواحدة من البحر الى النهر
خطر واضح وفوري يتربص بنا هنا والآن. مربع فيه أربع زوايا يهددنا. كل زاوية على حدة، ربما قابلة للمراقبة والكبح. ولكن الأربعة معاً، الوقوف ضدهم يشكل خطراً على وجود دولة إسرائيل.
الزاوية الأولى في مربع المخاطر التي تهددنا اليوم هو وزير الخارجية الأمريكي المصمم جون جيري. لا أحد يعارض السلام بيننا وبين جيراننا العرب. جون كيري لا يتكلم عن السلام، وهذا ما يعرفه هو بنفسه. كيري، بمساعدة رئيس حكومتنا نجح في تفصيل المشاكل الأساسية بيننا وبين العرب الى مشاكل الأمن والمناطق (الضفة)، والتداول بهذه المشاكل يحيد الرأي والنقاش الى مكان غير صحيح وخطير.
في مركز المشكلة والصراع بيننا وبين العرب عامة والعرب في البلاد خاصة، منذ وطئت قدم أول يهودي في البلاد في الحقبة الجديدة، مركز الصراع الشامل الذي يشمل حتى العرب الذين يعيشون، يتعلمون ويكبرون هنا في دولة إسرائيل، ما زال عدم اعتراف العرب بدولة يهودية في الشرق الأوسط، أياً كانت حدودها !
ليس صدفة أن الصراع العميق بيننا وبين العرب، يُسمى في أماكن عديدة بكلمة بسيطة وغير مثيرة " نزاع ".. تعريف الصراع العميق على أنه نزاع، يقزّم المشكلة ويفصلها الى مركبات صغيرة يمكن حلها.
كل الخدع التي يديرها الوزير كيري بدعم هادئ من قبل رئيس حكومتنا من أجل الهروب من الموضوع الحقيقي، هي تضليل سوف يكلفنا دماء كثيرة.
أحمد الطيبي
اللزاوية الثانية في مربع التهديدات هي قيادات الجمهور العربي في البلاد وعلى رأسهم والأبرز بينهم هو عضو الكنيست أحمد الطيبي. الطيبي، طبيب بمهنته ويسكن في مدينة الطيبة، يقوم بكل ما في وسعه لكي يحل الدولة من رموزها اليهودية تحت ضوضاء لغوية عن نضال للمساواة بين الشعوب. يعمل الطيبي لسنوات طويلة مستشاراً كبيراً للسلطة الفلسطينية منذ فترة عرفات. بدون أن نشعر بذلك، مع كونه ضيفاً دائماً في جميع شبكات الإعلام، هو عملياً رأس الحربة للعرب في النضال الفلسطيني لتحويل دولة إسرائيل الى دولة جميع مواطنيها، في الطريق لتحويلها الى قسم من الدولة الفلسطينية الواحدة من البحر الى النهر. كما يوجد للطيبي طبعاً مساعدون عديدون بين ظهرانين، يهود طيبون وسذّج يعملون تحت شعارات المساواة والعدل. مَن أصلاً ضد " المساواة والعدل "؟ السؤال هو مَن الذي يُفعّل النضال وإلى أين سيوصلنا.
البدو في النقب
الزاوية الثالثة في المربع هم البدو في النقب. منذ سنوات عديدة، في الواقع منذ قيام الدولة، تزحف المشكلة وتقوى أمام أعيننا، ونحن، المتنورون، نخاف من فتح أعيننا وفهم ما يحدث. عند قيام الدولة كان في النقب نحو 10,000-12,000 من البدو الرُحل. لم يكن لأي منهم بيت مبني، عاشوا في خيام، عمل بعضهم في رعاية الأغنام وقسم منهم في الزراعة الموسمية.
بمساعدتنا، الدولة النيّرة، تلقى البدو خدمات طبية، مراكز امومة وطفولة وخدمات اجتماعية كما هو متبّع في أماكننا. بذلك ساعدناهم في الوصول إلى نسب ازدياد طبيعي من الأعلى في العالم. بالإضافة إلى ذلك، انضم إلى السكان الأصليين الذين يشجعون تعدد الزوجات، عرائس من الشتات الفلسطيني من الخليل وغزة. تحت أعيننا نمت وازدهرت دويلة بدوية لا تسري عليها سلطة دولة إسرائيل. يعيش نحو نصف البدو في قرى غير معترف بها على أراض ليست ملكهم. كل المحاولات لتنظيم هذه البلدات باءت بالفشل حتى اليوم.
على مدار السنين، في محاولة لتخفيف من حدة المشكلة، بنت الدولة من أجل رفاه المجتمع البدوي عدداً من البلدات الجديدة، المخططة، معبّدة وذات بنية تحتية متطورة ولائقة. البلدات راهط، شقيب السلام، اللقية، حورة، عرعرة النقب واكسيفة، لا تقل من ناحية التخطيط والبناء عن أي مكان آخر في البلاد. يعيش في هذه البلدات نحو نصف المجتمع البدوي في النقب. حالياً بحوزة البدو الذين يبلغ تعدادهم 180-200 ألف شخص، في المنطقة من راهط في الشمال الغربي، جنوباً الى بلدة مشأبي سديه، شرقاً الى ديمونا، وشمالاً إلى عراد، مساحة متواصلة نحو 2000 كم وما زالت يدهم ممدودة تطالب بالمزيد.
المهاجرون الأفارقة
الزاوية الرابعة داخل مربع المخاطر، هم المهاجرون الأفارقة، ما بدأ كعدد صغير من المتسللين الافارقة من سيناء، تحول مع مرور السنين في ظل سبات الحكومات في إسرائيل، الى سيل جارف من الآلاف كل عام. يوجد حالياً نحو 50-60 ألف متسلل من افريقيا. تعريفهم يعتمد على رؤيا الشخص الذي ينظر الى الموضوع. عرّفتهم الحكومة الحالية بأنهم متسللون طالبون عمل. حكومة أولمرت السابقة عرفّتهم كلاجئين. هؤلاء اللاجئون، حظوا لاحتضان دافئ من زوجة رئيس الحكومة. بدل زيارة بلدة سديروت التي تحت القصف، سافرت عليزا أولمرت لزيارتهم في سجن كتسيعوت.
بسبب هذا الاستقبال، حظينا بتعاظم السيل الجارف الذي وصل من افريقيا الى بلادنا. اليوم، كل تعبير عن التعاطف، الاحتضان، وإعطاء فرص عمل، يكون الرد عليه فوراً بالمطالبة بلمّ شمل العائلات، ولحقوق مواطنة كاملة من قبل أولئك المتسللين للعمل. من المحبذ التأكيد ان عدداً صغيراً من الأفارقة، هناك من يقدّره بنسبة عشرية ضئيلة، هم بالفعل لاجئون بكل معنى الكلمة. هذا الصباح سمعنا مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تدلي بتصريحات تنتقد فيها إسرائيل على تصرفها. نعم، ما هم خمسون ألف افريقياً؟ من المهم ان نعرف، عدد اللاجئين في البلاد هو الأعلى نسبة لعدد السكان مقارنة بجميع دول الغرب! منذ بداية نشوء المشكلة، عبّر أحد سكان جنوب تل أبيب عن رأيه، بأن النضال من أجل المتسللين من افريقيا هو تحقيق لحلم كل هؤلاء الذين يعملون لتحويل دولة اسرائيل الى دولة جميع مواطنيها.. يجب على الحكومة ان تستفيق وبسرعة وان تبني فوراً جداراً حدودياً عند الحدود الشرقية مع الأردن. هذا الأمر لا يقل بأهميته عن بطارية أخرى للقبة الحديدية !
كل واحد من هذه المخاطر، الوزير كيري، عضو الكنيست احمد الطيبي، البدو والمهاجرون الأفارقة، عندما يكون على حدة فإنه غير خطير وقابل للمراقبة والاحتواء. ولكن، الأربعة، عندما يكونون معاً، فإنهم يوصلوننا إلى وضع يشكّل خطراً على الوجود!
* مقال نُشر في موقع " إسرائيلي وطني "
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net