الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 16 / يونيو 16:02

النزعة إلى حياة أبسط لتحقيق الذات


نُشر: 25/06/06 14:29

لوحظ أن أعدادا متزايدة من الشباب الأمريكيين اخذوا يميلون إلى إيقاع حياة اكثر بساطة واقل تعقيدا. فقد توجه الكثير من الشباب إلى القرى و المدن الهادئة لينعموا بالحياة البسيطة والهادئة بعيدا عن الإيقاع الجنوني للمدن الأمريكية الكبيرة.
ولدى سؤال بعض الشباب عن سبب نزوعهم لهذه الظاهرة أجاب بعضهم أن إيقاع الحياة السريع لم يعد يناسبهم لأنة بالرغم من توافر كل مقومات الراحة والترفيه في المدن الكبيرة إلا أن الوقت لا يتسع للاستمتاع بها
لذلك نزع الكثير منهم إلى الراحة والسكينة التي وجدوها في المدن الأمريكية الصغيرة حيث إيقاع الحياة الهادئ والبسيط. و لا يعزي علماء الاجتماع هذه النزعة الجديدة عند الشباب إلى الكسل وعدم الرغبة في العمل ولكن إلى الرغبة في العمل في أجواء اكثر مرونة بحيث يكونون مسيطرين اكثر على حياتهم وبرامجهم اليومية. 
 كما يربط بعض علماء الاجتماع هذه الظاهرة المتزايدة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين إلى الثلاثين من العمر إلى زيادة الرغبة عند الشباب للتوجه إلى الحياة العائلية والمزيد من النشاطات الاجتماعية الأمر الذي يكون صعبا جدا عند العيش في مدينة كبيرة. 
 أما بالنسبة لعلماء النفس فانهم يضيفون أن الأشخاص الذين يهتمون بالمال والمكانة الاجتماعية والمظاهر يكونون عادة اكثر تعاسة من الناس البسطاء الذين يعيشون الحياة دون أدنى تكلف.



 فقد تبين أن الأشخاص الأقل رضى عن حياتهم يكونون اكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق وبعض الأعراض الجسدية مثل آلام الظهر والصداع. 
 هذا ومن الجدير ذكره بأن دراسة سابقة وفرت دليلا يدعم المثل القائل، "لا يمكنك شراء السعادة". ويشير المثل إلى أن الناس سيجدون السعادة من خلال التركيز بصورة أكبر على الحياة العائلية والقضايا الصحية واقل على الحياة العملية والسعي وراء جني المال.
 يقول باحثون ان الناس ينفقون الكثير من أوقاتهم قلقين بشأن تحقيق أهداف مالية ومهنية قد لا تجلب لهم السعادة الحقيقية أبدا. ولكن بتخصيص مزيد من الوقت للصحة الشخصية والحياة العائلية، يستطيع الأشخاص تحقيق السعادة الدائمة.
 تفسير السعادة
 يجادل الباحث ريتشارد إيسترلين، عالم اقتصاد في جامعة كاليفورنيا، بأن الطريقة الجديدة لتحقيق السعادة ضرورية بحيث تجمع بين نظريتين للسعادة سائدتين في حقلي الاقتصاد وعلم النفس.
 وبحسب وجهة النظر السيكولوجية، يولد كل شخص بمنظور خاص به للسعادة تقرره  شخصيته وموروثاته الجينيه. ويمكن لأحداث الحياة مثل الزواج، فقدان الوظيفة والإصابة الخطيرة أو المرض أن تزيد أو تخفض بصورة مؤقتة مستوى المقرر سلفا ولكن السعادة تعود في نهاية المطاف إلى المستوى السابق الذي كانت عليه.
 وعلى النقيض في ذلك فإن أصحاب الفكرة الاقتصادية للسعادة "الأكثر أفضل" يجادلون بأن أحداث الحياة ونمو الدخل لها تأثير اكثر ثباتا على السعادة.
 ولكن ايسترلين يجادل بأن أحداث الحياة مثل الزواج، الطلاق والإعاقات الخطيرة لها أثر دائم أكثر منه مؤقت على السعادة وأن الزيادة في الدخل لا تجلب بالضرورة السعادة الدائمة لان توقعات الشخص ترتقي من خلال التكيف مع الوضع الاجتماعي كلما حقق ثروة أكبر.
 ويقول إيسترلين، ان نظرية أفضل للسعادة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن السعادة التي تحقق بسبب الحياة العائلية والصحة الشخصية تتأثر أقل بفعل التوقعات العالية من السعادة التي يسعى إليها الناس من خلال المكتسبات المالية.
خصص وقتا أكثر للصحة والعائلة
 يقول إيسترلين، إن الناس يتخذون القرارات بناء على الفكرة القائلة بأن زيادة الدخل، وسائل الراحة والبضائع باهظة التكاليف ستجعلهم أكثر سعادة ولكنهم لا يدركون أن التكيف الاجتماعي سيرفع طموحاتهم إلى المستوى نفسه لمكتسباتهم الحقيقية والذي لا يجعلهم يشعرون بمزيد من السعادة أكثر من ذي قبل.
 ويقول إسترلين، "ونتيجة لذلك، يقضي معظم الأشخاص فترات غير متكافئة من حياتهم وهم يعملون من أجل المال ويضحون بحياتهم العائلية وصحتهم الشخصية، ولذا فإن إعادة تخصيص الوقت لصالح الحياة العائلية والصحة يمكن أن يزيد من سعادة الفرد".

 

مقالات متعلقة