الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 06:02

الفلسطينية كلودي سلامة في لقاء خاص

أجرى الحوار :
نُشر: 03/03/08 16:19

لاعبة كرة القدم الفلسطينية -  كلودي سلامة :

* الكرة النسائية في فلسطين بحاجة إلى الدعم رغم وجود خامات جيدة

* أحلم باحتراف رياضة كرة القدم ولكن بعد انهاء دراستي الجامعية


كلودي سلامة ، لا يتجاوز عمرها أل 17 عاما وهي في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية العامة ، تنتمي إلى عائلة تعشق الرياضة ، فوالدها سيمون سلامة عضو اتحاد رياضة كمال الأجسام . كلودي تتمتع بشخصية قوية ومهارة فنية عالية داخل المستطيل الأخضر إضافة إلى مسحة جمالية مميزة في شخصيتها .



كلودي سلامة لاعبة سرية رام الله الأولى والمنتخب الفلسطيني لكرة القدم النسوي صرخت بأعلى صوتها : " أحلال عليكم وحرام علينا ..؟! لنمارس كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى " . بهذه الكلمات بدأت كلودي حديثها معنا من خلال هذه الدردشة معها :
* كيف كانت بدايتك مع كرة القدم ؟
-عشقي لكرة القدم رافقني منذ الصغر وبالتحديد وأنا في التاسعة من عمري، وجاءت نقطة البداية أو لنسمها انطلاقتي الكروية من خلال المدارس التي تألقت في جميع اللقاءات المدرسية وسجلت العديد من الأهداف حتى عندما لعبنا مع الذكور . بعد ذلك التحقت بسرية رام الله الأولي عند تشكيل فريقها النسوي لكرة القدم ، علما بأنني أنشط مع المنتخب الكروي النسوي قبل التحاقي مع السرية .
* ما هو المركز الذي تلعبين فيه ؟
-لا مركزية عندي في المراكز ، أنا في الأساس أجيد اللعب في مركز الهجوم ولكنني أيضا العب في الوسط وأحيانا في مركز الظهير .



* كيف تقبل الجمهور فكرة الفريق الكروي النسوي في سرية رام الله الأولى؟
-لا شك انه واجهتنا في البداية بعض الإشكاليات، وكم كنا نسمع التعليقات من الجمهور أثناء التدريبات أو اللقاءات المحلية، هذه التعليقات التي كنا نغض الطرف عنها لم تزدنا إلا مزيدا من التحدي والإصرار ، وكأننا بهم يشجعوننا على المزيد من العطاء , ولكن , مع الممارسة , كنا نتطور باستمرار ، وأصبحنا نلاحظ ان هذه العبارات الاستفزازية بدأت تقل ، بل بدأنا نسمع عبارات التشجيع وذلك بفضل مثابرتنا ، وبعدما أثبتنا لهم ما لم يكونوا يتوقعونه .
اعتقد أن مسألة الجمهور تتطلب جهدا كبيرا ، فعندما تدخل اللاعبة إلى الملعب لا تكون حاملة معها سوى لباس اللعب والصبر . علينا أن نثبت بأننا قادرات على ممارسة هذه الرياضة لأن الجمهور لا يرحم ، فإذا كان لعبنا جيدا فان الجمهور يتفرج رغم عدم قبوله للفكرة ، فهو لا يرحم المرأة إذا دخلت ميدانا ولم تنجح فيه ، لذلك عليها أن تثبت ذلك .
* كيف كان موقف الأهل من اختيارك لكرة القدم ؟
-تلقيت من العائلة كل الدعم والتشجيع وخاصة الوالد الذي يرافقني في التدريبات واللقاءات المحلية والخارجية .
* هل تفكرين بالاستمرار في ممارسة كرة القدم حتى بعد الزواج ؟
-في سن معينة لا بد للاعبة أن تفسح المجال لغيرها .. ولكن بما أنني لا زلت في سن صغيرة وقادرة على العطاء فلن اعتزل الكرة حتى بعد الزواج ومن هنا يجب على شريك الحياة أن يتفهم الوضع .
* لو عرض عليك اللعب خارج فلسطين هل توافقين ؟
-لم لا , أنا أتمنى الاحتراف في الخارج ولكن بعد انتهاء دراستي الجامعية، فالاحتراف يبقى حلمي .
* كيف تنظرين إلى مستقبل كرة القدم النسوية في فلسطين ؟
-اعتقد انه سيكون مستقبلا جيدا فيما لو حظيت بالرعاية والاهتمام اللازمين من قبل المسؤولين، فمستقبلنا متوقف على مدى اهتمام المسئولين بنا وتنشيط هذه اللعبة .
* يقال إن اللياقة البدنية لدى الفتاة أقل منها عند الرجل وأنها لا تستطيع أن تعطي في الميدان مثله ، ما مدى صحة ذلك ؟
-صحيح هناك نظرة شائعة تقول إن جسد المرأة يمتاز بضعف بنيته وان ذلك يحول دون ممارستها لبعض أنواع الرياضات الخاصة بالرجل ، ولكن شخصيا أرى أن كرة القدم لا تتطلب خشونة بقدر ما تتطلب عقلا وذكاء يستخدمها اللاعب في المراوغة وفي تحديد أسلوبه في اللعب وهذا شيء لا يتميز به الرجل عن المرأة . حقا اللياقة البدنية ضرورية في أي رياضة غير أنها تكتسب بالممارسة والتدريب المستمر .
* كم هدفا سجلت حتى الآن محليا وخارجيا في مشوارك مع كرة القدم ؟
-الأهداف كثيرة ، لا تحصى ولا تعد ، ولكن أجملها وأهمها في المرمى الإيراني في إطار بطولة غرب آسيا .
* هل تتابعين بطولات كرة القدم النسوية العالمية ؟
-نعم وعبر شاشات التلفزة ، وتعجبني طريقة لعب المنتخب الأميركي وكذلك النرويجي إضافة إلى المنتخب الصيني الذي تتمتع لاعباته بلياقة بدنية عالية .



* وكرة القدم النسوية العربية ؟
-لدي فكرة جيدة عن بعضها مثل منتخبات لبنان وسوريا والأردن والبحرين ومصر لأننا لعبنا معها ، ولدي فكرة طيبة أيضا عن الكرة النسوية في تونس والمغرب .
* وماذا عن دراستك وهل تأثرت بممارستك للرياضة ؟
-أنا طالبة في الثانوية العامة والحمد لله استطعت التوفيق بين الدراسة والرياضة والتفوق في المجالين .
* ماذا عن مشاريع فريق السرية المستقبلية ؟
-إدارة السرية تعمل حاليا على خلق جيل من الفتيات الصغيرات القادرات على مواصلة المسيرة الكروية، وكذلك خلق حكام من النساء، على اعتبار أن الفتيات قد برهن بالفعل، على مؤهلاتهن ومستواهن في ميدان اللعب، ولنا قناعة تامة بقدرتهن , بل بضرورة مشاركتهن على مستوى التحكيم .
* باقتحام الفتاة الفلسطينية ميدان كرة القدم ، هل يمكن أن نقول إن المرأة قد غزت ميادين كانت محرمة عليها , وعبرت بالفعل عن جانب من إمكانياتها وطاقاتها في المجال الرياضي وحطمت الصورة الذكورية التي تنعتها بالجنس اللطيف  ؟
-أنا اعتبر ذلك شكلا من أشكال التعبير عن المساواة ، وممارسة كرة القدم بالنسبة لنا هي تحدي النظرة الدونية للمرأة . إن فكرة ضعف المرأة ، أو التمييز الجسماني بين المرأة والرجل ، تصور خاطئ , فالأدوار الموكلة للنساء ، منذ صباهن ، من خلال التربية ، هي التي أثرت سلبا على التكوين الجسمي للنساء .
* وفي الختام ماذا تقولين؟
-أقول انتظرونا ، سنمثل فلسطين خير تمثيل في لعبة كرة القدم . فقط نريد مساندتنا ودعمنا ماديا ومعنويا لنتمكن من مواصلة المشوار .

مقالات متعلقة