الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 23 / يونيو 03:02

الفتاة العربية والمنعطفات النسائية

بقلم: فيحاء ابو
نُشر: 26/07/08 14:34

ما بين دوامة العاطفة الموزعة والفكر المشتت,ما بين أنانية البشرية وحب التسلط, ما بين الثورات , الصفعات والاتهامات تدخل الفتاة العربية كالحمل الوديع في أخطر المنعطفات في عالم النساء , في منعطف تحاول جاهدة التحدي, التحرر, والتصدي لان تقع فريسة سهلة لكل صياد ينصب لها فخاً.
حلم يراود كل فتاة عربية بأن تدخل الحياة في مختلف مجالاتها من أوسع أبوابها, النجاح,الإبداع المتواصل, الاستقلال والوقوف على خطوة ثابتة لإثبات وجودها, لكن من وراء هذه الأبواب يرافقنا ظل طوال النهار ويفارقنا عند التأكد أن الظلمة قد حلت فيرحل متأكدا إن وقت النيام قد حان, ظل الأنانية هو ظل ينادي الدموع بأعلى صوتها!!


فيحاء ابو ذيبة

اختيار المهنة بالاكراة...صفقة خاسرة !!

الانتماء لمهنة معينة والاتخاذ القرار الملائم يساعد في بلورة الهوية الذاتية وصقل الشخصية لمرآه تعكس عمق رسالتها وتاريخها, فالرغبة محفز للعطاء , محفز للإنتاج وبالتالي لتكوين الذات.
أما اختيار المهنة بالاكراة فهذا يحد من الكفاءة,المستوى التعليمي والمكانة الاجتماعية , فيبدو الاكراة وكأنة انتقام لمجتمع يملي علينا أفعالنا  فيخسر رغبتنا ببناءة!
فالكثير من الفتيات يُفرض عليها فرص محدودة للتعليم تقع ما بين عاصفةِ مجتمع والموروث الاجتماعي...فينصب اهتمام الأهل في أغلب الأحيان  لتوجيه الفتيات لمهنة تساعدها في الانخراط في المجتمع العدواني للفتاة , مهنة تستطيع بها التوفيق بين ذاتها وبين أشخاص سوف يرتبطون بها ويصبحون أيضاً جزءاً من ذاتها , زوجها,أبناءها وعائلتها .
" ما رأيك بممارسة مهنة المعلمة؟"..."تعملين لساعات قليلة نسبيا لباقي المهن" ..." تستطيعين مساندة أبناءك وزوجك لوقت كافي وطويل " ..." هذه مهنة لا يمارسها إلا الشُبان"..." هذه المهنة لا تخصك"... كثيرة هي الآراء المقترحة وكثيرة هي جمل الإقناع وكأنها تنتظر رأيُنا, لكن...أحقاً تفكرين ؟؟  أتحلمين بفتح أعين الجميع على مهن غير تقليدية ؟؟ أتحلمين باتخاذ مكان يتسع لرغبتك؟؟ أتحلمين بالوصول إلى ما لا يتوقعه الجميع وبكسر قيود من حديد؟؟ أتحلمين بتحطيم شتى المقاييس؟؟...رُويدُاً رويداً... فالقرار قد أتخذ بالنيابة سلفاً !!

التوفيق في الحياة العملية...الحرية المفقودة!!

هواجس عديدة تشعر بها الفتاة العربية عند السقوط فجأة ...تمنعها من المحاولة مرة أخرى للنهوض, فيحولها مجتمع يُتقن التهميش والإهمال إلى إنسانة فاشلة, لا يسعني الإنكار, فالتصديق واجب ! فالفشل ليس في السقوط بل في عدم المحاولة مرة أخرى والوقوف ضد تيار !
فهناك الكثير من الخوف يحول دون المحاولة مرارا وتكرارا , الخوف من ردود فعل الأقارب والأهل الذين منحوا الفتاة حرية وفرصة للنجاح باتت بعد السقوط حرية مفقودة.
فكيف للفتاة العربية التوفيق في الحياة العملية ما دامت لا تستطيع النهوض أمام مجتمع خانته أفكاره وألفاظه وبات عبئاً من فرط أنانيته؟

بشر هم ليس علهم لوم !!

طبعٌ يتأصل داخل مجتمع لا يُكفي ولا يوثي ولو جزءاً بسيطاً للذين قاموا ببناءة , طبعٌ يتأصل داخل أُناس وعدوا أنفسهم بغدر آخرون كدوا وأنتجوا وسهروا لرعاية أبنائهم ...
مجتمعٌ ومن فرط أنانيته لم يسعه عقلة للتعامل مع الفتاة العربية كقضية , لكن إلى متى سوف تبقى قضية الفتاة العربية طي الكتمان؟


* موقع العرب يدعو كل فتاة لها رأي او موقف او قضية اجتماعية تريد ان تطرحها من على منبره ارسال مقالها مع صورتها الشخصية لننشره في زاوية صبايا.

مقالات متعلقة