لكل إنسان كاريكاتير خاص به ( الكاريكاتير ممكن أن يكون المظهر الخارجي أو التصرفات أو طريقه التحدث ) يميزه عن من يحيط به , هذا الكاريكاتير لإنسان معين يصبح مع الوقت جزءا من ذاته بل ويبلور شخصيته ويمنحها طابع فريد , مميز ومستقل ,يعزز بها مكانته بين الناس, مكانته في مجال عمله , الخ...
لكن إذا سُلب هذا الكاريكاتير من قبل الآخرين يُفقد كلا الطرفين جزءاُ من الذات ومع الوقت يصبح فقدان الذات كاملاً .
الكثير تنساب أفكارهم وراء شخص معين وتتوارى تفاصيل حياتهم وراء آخرين حتى تصبح حياتهم دون جوهر ,خاليه من إبداع الذات أو خلق الأحاسيس والمشاعر, خاليه من التميز بل وتصبح حياتهم حياه عاجزة تماما عن الإحياء.

فيحاء ابو ذيبة

هناك فجوه كبيره ما بين التقليد بحد ذاته والتقليد الأعمى فالأمر ليس سيان!!
يعتبر البعض أن التقليد هو بمثابة إطراء لهم ومن ألطف الأحاسيس التي قد يحظون بها والبعض الآخر يرى أن التقليد مهم في حياتهم  كتقليد شخص بمثابة قدوه يجب التمثل بها , قد يجدون هذه الشخصية قريبه منهم وذالك بعد تناسخ وتطابق الاطباع , التفكير, الانتساب وطريقه الحياة.
أما التقليد الأعمى فهو إعجاب ليس إلا , والتفكير بخطف الأضواء والرغبة في أن تحيط بنا من كل جانب , لكني على ثقة تامة أن لكل إنسان هناك ما يميزه ويمنحه ذالك إذا أحب نفسه وأحب ما يقدمه ... من منا لم يرى أو لم يسمع ب "باب الحارة" والتقليد الأعمى المبالغ فيه لمده سنتين على التوالي ..امتلأت المتاجر بملابس  الشخصيات التي لعبت دورا في هذا المسلسل , أجل لعبت دوراً فيه ليس إلا ..فلماذا هذه المصادقة على شخصيه جاءت وهماً وقلدناها وهماً؟! ..ومن منا لم يهتم بالاطلاع على مسلسل "نور" و"سنوات الضياع"..حتى بات الكثير من الناس يقتبسون كلام أو تصرفات شخصيات جاءت لتكمل قصه ثم ترحل, وهكذا يمكن القول أن التقليد الأعمى هو كالتنفيذ دون تفكير أما التقليد ممكن أن يغدو بعد التفكير والتنفيذ معا ! .

بريشة فيحاء ابو ذيبة

لماذا لا نعتبر أن التقليد الأعمى هو اختلاس شخصيه الآخرين وانتهاك لحقوقهم؟
لماذا لا نصنع لأنفسنا كاريكاتيرا من ابتكارنا يميزنا عن غيرنا؟
وفي النهاية..التقليد الأعمى هل هو فقدان للذات أم إعطاء أهميه للغير ؟

* موقع العرب يدعو كل فتاة لها رأي او موقف او قضية اجتماعية تريد ان تطرحها من على منبره ارسال مقالها مع صورتها الشخصية لننشره في زاوية صبايا على البريد الالكتروني fayez_khlaif@alarab.co.il