الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 11:02

هبة القدس والأقصى 20 عاماً وما زال الجرح ينزف - بقلم: أنور القصاصي

أنور القصاصي
نُشر: 28/09/20 23:54

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تمر علينا اليوم 28/09/2020 ذكرى هبة "القدس والأقصى" والتي إندلعت عندما قام عضو الكنيست آنذاك أريئيل شارون بإقتحام المسجد الأقصى، وقد تصدى النواب العرب (عبد المالك دهامشة، محمد بركة، أحمد الطيبي، عزمي بشارة) له، وإنطلقت شرارة الإنتفاضة الثانية في كافة المدن والقرى العربية في الداخل .
إن "انتفاضة القدس والأقصى" شكّلت لحظة فارقة في تاريخ الفلسطينيين في إسرائيل، فقد جسّدت تعميق الوعي الوطني في صفوفهم، ووعيهم الذاتي والجماعي، بكونهم جزءاً من القضية الفلسطينية وحقوقهم الجماعية، وهذا ما برز في الخطاب السياسي الذي ساد في صفوف الفلسطينيين عشية الهبّة وبعدها، والذي يرى في الفلسطينيين مجموعة قومية لها حقوق جماعية، يتناقض مشروعها الوطني وهويتها مع المشروع الصهيوني. هذا ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ سياسات تهدف إلى ضرب المشروع الوطني للفلسطينيين في إسرائيل، لا سيما التجمّع والحركة الإسلامية، وملاحقة المسؤولين عن هذه الهبّة فعلاً ووعياً، ومحاولة أسرلة الفلسطينيين وقمع أي محاولة للعمل الجماعي.
إن انتفاضة الأقصى أدت إلى مساعٍ حثيثة من الدولة على المستوى التشريعي وعلى مستوى السياسات لضرب الحركة الوطنية في الداخل، فقد قامت بملاحقة التجمّع والدكتور عزمي بشارة شخصياً، وملاحقة وحظر الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح وملاحقة الأخير، لأنها حمّلتهما المسؤولية عن المد النضالي في الانتفاضة، ورأت في مشروع الحقوق الجماعية الذي تطوّر في وعي الفلسطينيين خطراً على يهودية الدولة، والانتفاضة عبّرت عن هذا الوعي، وبدأت عملية حثيثة لتفكيك المجتمع الفلسطيني عبر مشروع الخدمة المدنية ودمج الفلسطينيين كأفراد في المجتمع الإسرائيلي من خلال توجّهات إقتصادية نيوليبرالية، وتوّج كل ذلك بقانون القومية.
وأعلنت لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل عن إضراب عام، ودعت إلى تظاهرات غضب تضامناً مع الشعب الفلسطيني. ردت قوات الشرطة الإسرائيلية بعنف شديد وقمعت التظاهرات وسط إستخدام فرق من القناصة التي قامت بإطلاق النار باتجاه المتظاهرين، ليسقط 13 شهيداً من أبناء الداخل الفلسطيني، هم: محمد جبارين، 23 عاماً من أم الفحم. أحمد صيام جبارين، 18 عاماً من معاوية. رامي غرة، 21 عاماً من جت. إياد لوابنة، 26 عاماً من الناصرة. علاء نصار، 18 عاماً من عرابة. أسيل عاصلة، 17 عاماً من عرابة. عماد غنايم، 25 عاماً من سخنين. وليد أبو صالح، 21 عاماً من سخنين. مصلح أبو جراد، 19 عاماً من دير البلح. رامز بشناق، 24 عاماً من كفرمندا. محمد خمايسي، 19 عاماً من كفركنا. عمر عكاوي، 42 عاماً من الناصرة. ووسام يزبك، 25 عاماً من الناصرة.
ولقد كان هذا جزاء الجماهير العربية التي أوصلت أيهود براك إلى رئاسة الحكومة ووزير الأمن الداخلي في حينه شلومو بن عامي (حزب العمل الإسرائيلي).
وعلى الرغم من مرور 20 عاماً على الجريمة، إلا أنه لم يتم تقديم أي من الجناة والمسؤولين للمحاكمة، بل تم إغلاق ملفات التحقيق ضد عناصر الشرطة الذين أطلقوا النيران. فيما تحل الذكرى السنوية هذا العام وسط تفاقم التحريض العنصري والقوانين العنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل.
في غضون ذلك تمر جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني بأزمة قياده تهز بفرص تحصيل حقوقه على جميع الأصعدة، تعدد الأحزاب والحركات دون قاسم مشترك يبدد الطاقات ويدفع مجتمعنا في الداخل إلى فقدان الثقة والتشبث بكل فكر أو حركة حتى وأن لم يؤمن بها، على كاهل قياداتنا مسؤولية كبيرة وأمانة كبرى وعليهم إستدراك الأمور قبل فوات الأوان ، علينا كأقلية فلسطينية رسم أهداف واقعية في كافة المجالات، دمج الشباب أصحاب الأختصاص في إتخاذ القرارات وإستغلال طاقاتهم وخبرتهم.
التاريخ لن يغفر لقياداتنا لأنها حتى الأن لم تستغل فرص كبيرة للنهوض بمجتمعنا، لا نريد خطابات رنانه بل نريد خطط عمل واقعية تخدم المواطن العربي وتحقق أحلامه مثل صقل الهويه، قضية المسكن، قضايا إجتَماعية وتربوية وغيرها.
ونحن على أعتاب إنتخابات لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب والتي من المتوقع أن تُجرى في تاريخ 24/10/2020، نطالب بأن تكون إنتخابات مباشرة تشارك فيها كافة الجماهير العربية في الداخل وتفعيل دور لجنة المتابعة وليس دورها ردة فعل أو إطفاء حرائق.
نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.

مقالات متعلقة