الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 17:01

انتخابات، يمين، يسار وعرب/ بقلم: د. محمد ابداح

د. محمد ابداح
نُشر: 13/04/19 12:43,  حُتلن: 19:42

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. محمد ابداح:

آن الأوان يا قادة المركز واليسار الإسرائيلي أن تفهموا وتعوْا، لن تستطيعوا الإطاحة بحكم اليمين بدون العرب! 

قبل أيام قليلة انتهت الانتخابات ونُشرت النتائج التي تدلّ على أن كتلة اليمين عي الفائزة ونتنياهو هو من سيشكّل الحكومة القادمة.

ما يثيرني هو غضب كتلة "الوسط-اليسار " واليساريين الإسرائيليين على العرب لأنهم لم يتدفّقوا للصناديق بمئات الآلاف. حقيقة هي أن مشاركة بنسبة عالية للجماهير العربية كانت ستُؤدي حتمًا الى تغيير التوازن بين الكتلتين، لكنها الوقاحة بعينها أن يوجّه معسكر الوسط-اليسار التهم واللوم للعرب لعدم تدفّقهم للصناديق. كل زعماء هذا المعسكر من چانتس، لپيد، يعالون إلى چباي لم يُفوّتوا أي فرصة ليُصرّحوا أنهم لن يعتمدوا في حكومتهم العتيدة على العرب وهم يقصدون طبعاً الأحزاب العربية. وقاحة ما بعدها وقاحة، لن يشكّلوا حكومة بالاعتماد على العرب لكنّهم يريدوننا أن نتدفّق للتصويت لدحر اليمين. قمّة الاستهتار بجمهورنا العربي. هم يحترمون من العرب فقط من يُصوّت لأحزابهم الصهيونية، لكنّهم غير مستعدين لقبول قرار الناخب العربي ومندوبيه في الكنيست. هل هكذا تكون الديمقراطية يا من تسمّون أنفسكم مركز ويسار؟ هم يريدوننا أن نصوّت نُسقط اليمين ونتنحّى جانباً، وهم يُشكلون حكومة "نظيفة" من العرب. كما يقول المثل بلغتهم هم "العبد عمل عمله وما عاد في حاجة له" . من باب الشكّ يجوز لو حدث ذلك أن يرموا للعرب عظمةً هنا وأخرى هناك.

آن الأوان يا قادة المركز واليسار الإسرائيلي أن تفهموا وتعوْا، لن تستطيعوا الإطاحة بحكم اليمين بدون العرب! ولن تستطيعوا ذلك إلّا إذا احترمتم العرب كمواطنين واحترمتم خياراتهم وقياداتهم المنتخبة، وأخذتمونهم بالحسبان كباقي الأحزاب المنتخبة، وتقبلتم شرعيّتم في تشكيل أي حكومة، وصرّحتم بذلك قُبيل الانتخابات، عندها وعندها فقط يمكن أن نسمح لكم بالامتعاض على مدى مشاركة العرب بالتصويت للبرلمان. لا تخافوا، الأحزاب العربية لن تهرول للدخول في حكوماتكم التي ترى بالعرب مشكلة ديموغرافية، الأحزاب العربية ستكون مستعدة لتشكيل كتلة حاجزة ضد اليمين فقط إذا تم الاتفاق معها على العديد من القضايا التي تخص المجتمع العربي وعلى رأسها المساواة في الخدمات والتربية وحماية الأرض والمسكن ومحاربة العنف واختيار طريق السلام مع إخواننا الفلسطينيين ورفع الحصار عنهم.

هذا هو مطلب الجماهير العربية وهذا فقط يُمكنه تشجيع وزيادة نسبة العرب المُصوّتين، وإلّا فالمستقبل يشير الى تناقص في عدد المشاركين وبالتالي تناقص في احتمال تغيير وتبديل حكم اليمين.
القرار قراركم! ولن نسمح لكم تحميلنا مسؤولية عدم الإطاحة بحكم اليمين طالما لم تحترموا جماهيرنا وقادتنا ونخبنا. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة