للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أنور داوود في مقاله:
نحن شعب شغوف بتبنيه لخطاب المؤامرات وتحليلها وتذويتها
في خضم مواجهة الكورونا تسمع ما لا يخطر على بال من الشائعات وما يربط بينها حتى تظن ان هذا المتعلم الذي ينقل "فرضيات المؤامرة " اصيب بالخرف. ثم تعود لتتساءل كيف لا نتبنى خطاب المؤامرةً ؟ففي عام ٤٨ ساد الاعتقاد ان الصهاينة شرذمة وكان ما كان ومن بقي من اهلنا حيا فقد ارضه وبيته في مؤامرة وهُزمنا عراة.
وفي ٢٠٢٠ منذ اجتياح الكورونا الصين وقبل أوروبا اعتقدغالبية الناس ان هذا الداء لن يصيبنا لانه غضب من الرب ولا يصيب الا الفاسقين الملحدين وآكلي الحشرات والقوارض .وما هي الا أسابيع حتى دخل دور عبادة الموحدين، فصدمنا ونستفيق من الصدمة لنجد نسبة المصابين العرب منخفضة وكان هذا مدعاة للشماتة بالسياسة الحكومية الممثلة برئيسها الذي واصل تحريضه على العرب . والحقيقة كانت الأخبار مدعاة للطمأنينة ثم بدأت الفوضى باختراق التعليمات الصحية وكل بنشر صورة فيسية في مكان شاهد وراى اختراق الإغلاق والتعليمات وخصوصا تعليمات التباعد الجسدي و التحليلات العقائدية اللاعلمية فانتقلنا من الحماية الربانية الى الحماية المعوية : "يحمينا غذاؤنا " فان الثوم البلدي والزيت والزعتر والعكوب والقريص واللوف والفلفل الحار والكبة النية هي كفيلة بحمايتنا" .
نشوة النصر المعوي لم تدم طويلا فانقطعت بعد الارتفاع المفاجئ في بعض البلدات مثل دير الأسد وأم الفحم وجسر الزرقاء ودبورية وراهاط، فنتحول الى مقولة المؤامرة قد تفقدنا الكورونا ارواحنا وتبقي بيتا سلبت أنفاس أهله ومعه كل ما استطاع بناءه شهودا على مؤامرة او على الأقل هذا ما تؤول اليه روافد الرواية الرافضة تحمل مسؤولية السلوك الغير مسؤول والذي يؤدي الى ان يطعن المخالف نفسه واهله المتقدمين بالسن خاصة .
نحن شعب شغوف بتبنيه لخطاب المؤامرات وتحليلها وتذويتها .
تنخر نظرية المؤامرة عظامنا حتى النخاع فالمؤامرة ملاذا مريحا لانها تحرر من المسؤولية وتلقي اللوم كله على الذين غشوك او ضربوك او نصبوا لك كمينا او نصبوا عليك او اغروك بربح عظيم فاكتشفت انه خسارة فادحة وانت الغاطس بالطيبة والسذاجة وطيبة القلب وحسن ألاخلاق لم تلتفت ان هناك من يضمر لك سوء. ولانك البطل الذي لا يهزم فلا بد من هذه المؤامرة كي تبرر الهزيمة وتبرئ ساحتك وساحة المخلصين معك .
ألم يخرجونا من بيوتنا في ٤٨ كي نعود اليها بأمان واكتشفنا تخاذلًا وتعاونا بين الثالوث الدنس الرجعية والاستعمار والصهيونية ، هذا التعاون كان امام اعيننا ودفعناه خلف ظهورنا كي لا نراه واختار من اختار ان لا يصدق ما يراه ثم اتفقنا ان نسميه ضياع الوطن نكبة ناتجة عن مؤامرة ...
واليوم اغرب ما اسمعه نظرية نقل عدوى الكورنا في "حلة مؤامرة "
والمؤامرة التي ستصبح يومًا قصة شعبية : تسمع اليوم على انه يتم اختيار يهودي يكره العرب كرهًا جما ويشتغل معهم في بلدهم يوما يوما مثلا : الراڤ الذي يصادق على الحلال العبري في مسلخ الذباح في دير الأسد حيث يعمل مع مئات العرب منذ فترة طويلة فياتمنوه !! ثم ياتينا الراڤ مصابا بالكرونا ،وحتى لا يراودك الشك كارونا أمريكية استوردت من قريب جاء من نيويورك اصلية وليست صينية رغم ان الصين هي الأصالة ، وياتي الراڤ للعمل في دير الأسد وينثر الجرثومة فتنتشر الكرونا في المجتمع الفلسطيني المحلي انتشار النار في الهشيم بعد ان تغنيننا طوال ثلاثة أسابيع ان الوبا لا يصيبنا لاننا لسنا ملحدين وتحصنا بالخرافات الممزوجة بالعكوب العرابي والزعتر الميعاري والبامية المجدلاوية والملوخية الصندلوية . والكنافة النابلسية والفريكة ،على فكرةقبل دير الأسد انتشر النبأ نفسه بان راڤ نقل الجرثومة في مسلخ دجاج بملكية يهودية وعماله عرب ما عدا المشرفين على ذبح الحلال.ويقع المسلخ في منطقة عطروت القدس قرب حاجز قلنديا .
اذا المؤامرة واضحة رجال الدين اليهود ينقلون الكورونا الى العرب منهم بعض مواطني السلطة الفلسطينية وعلى وجه التحديد المتوفاة الأولى من قرية بدو .
في دير الأسد جيشنا المخابرات الأمريكية (السي اي ايه ) والمخابرات الاسرائيلية (الموساد ) ونوجه اليهم تهمة نشر الجرثومة في مسلخ أصحابه عرب في دير الأسد في بلد عربي وقد يكون اغلب زبائنه يهودا .هكذا نبرر عدم التزامنا بالدفاع عن أنفسنا بان لا نفعل شيئا هذه المرة لم يكن المطلوب جهادا ولا مظاهرة كل ما في الامر نجلس في بيوتنا وبذلك لا حول لنا ولا قوة. وماذا بإمكاننا ان نفعل حيال ذلك عطسات المخابرات ؟
التصادم بين المهمشين :
اليهود الحريديم والعرب وهم من أضعف حلقات المجتمع المحلي اجتماعيًا والحديث ليس عن النخبة البرلمانية والدينية التي تمتص ما يمكن من المجتمع الفقير وتدفع به الى انتظار دفعة التامين الوطني على ان تأتي الدفعة الكبيرة مع ظهور المسيح /المهدي المنتظر متعة الآخرة السرمدية .
هؤلاء الحريديم الذين يعتبرون دونيون وهم الحلقة الأضعف بين اليهود عليهم ان يلقوا باللوم على من هو اضعف منهم وهذه اسلم السبل
فتختلف تعديلًا للرواية :
ان الراڤ في مسلخ الذباح وصل مريضا الى المسلخ وان المسلخ كان سيتوقف عن العمل ورفض مدير المسلخ اجازة الراڤ وتسريحه من العمل مخاطرا باهله وعماله مقابل الدراهم .
ثم تختلط الروايات لتفصل بينها رواية الاستعلاء الصهيوني وعادة هذه النظرية هي خطاب الليبراليين العلمانيين والملحدين وكلهم يؤمن ان الرب حاباهم وفضلهم على العالمين وأعطاهم دولة وجيشًا قاهرًا قويًا يمكنهم ان ان ينتقدوه ما دام العرب ضعفاء فيعتقدون ان العرب دونهم فهما وحضارة واقل عناية بصحتهم ولا يلتزمون بالتعليمات. لذلك يصابون بهذه الجرثومة وليبراليتهم تدفع بهم الى الاستعلاء ووجوب التربية والتثقيف ورفع منسوب الوعي والقدرات واضيف مني كي يواصلوا الخدمة في المشافي والصيدليات والبناء والنظافة .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com