الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 00:02

طحينه الأرز وجوليا زهر والشعبوية الاسلاموية

بقلم: د.رائف حسين

د. رائف حسين
نُشر: 11/07/20 11:06,  حُتلن: 14:14

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الكاتب والمحلل والمفكر السياسي د.  رائف حسين في مقاله: 

النقاش الذي يدور منذ ايام حول دعم صاحبة شركة طحينة الارز السيده جوليا زهر لجمعيه تعتني بشؤون اقليه اجتماعيه نقاش ظاهره شيء وباطنه وهدفه شيء اخر تماما

السؤال الذي يجب طرحه في سياق السجال حول طلب جهات اسلاموية مقاطعة طحينة الارز النصراوية هو ليس ان كان هذا الطلب محق ام لا !
السؤال الصح هو : هل النقاش ومحتوى النقاش وهدف النقاش وطريقة النقاش تهدف جميعها الى تطوير المجتمع وترسيخ الاحترام المتبادل من اجل مجتمع تعددي ليبرالي ام لا؟

طلب جهة معينة وبغض النظر عن ايدلوجيتها وتوجهاتها السياسيه والعقائدية، ولأسباب مختلفه فأن مقاطعة منتوجات او خدمات او علاقات طرف اخر، كاداة ضغط وحق في الصراع السياسي المجتمعي السلمي، يجب ان يكون مفهوم ضمنا ونستوعبه كحق ديمقراطي راق.
النقاش الذي يدور منذ ايام حول دعم صاحبة شركة طحينة الارز السيده جوليا زهر لجمعيه تعتني بشؤون اقليه اجتماعيه نقاش ظاهره شيء وباطنه وهدفه شيء اخر تماما.
ورغم ذلك ارى بان خوض النقاش بحد ذاته، مجردا، ظاهرة ايجابيه … المجتمع الذي يناقش هو مجتمع حي لا يتقبل الاملاءات ولا يقبل الحلول الغيبية الجاهزه.

حتى يتطور النقاش من سجال ايدلوجي مفعم باحكام جاهزه على الطرف الاخر ومملوء بالتجريح الشخصي، ينبغي ان ننوه لامور نقرأها من تعليقات البعض ونشتم رائحتها البغيضه من بين سطور خطها اخرون عندما دلو بدلوهم في النقاش الحامي الوطيس:

1. ما زال طرف مؤدلج حتى العظم ينشر ما اصبح علميا مثبت عكسه…يروج ان المثليه "مرض يمكن علاجها". العلم اثبت وبدراسات عديدة ان هذه الفئة الاجتماعيه متواجده بنسبه ٥-١٠٪؜ في كل المجتمعات بغض النظر عن لونها وعرقها ودينها وثقافتها … الكنيسه بالعصور الوسطى واتباعها في القرن الواحد والعشرون من انجيليين واخرون متطرفون تصرفوا وما زالوا يتصرفون وكأن بالشعوذة والشيطنة ممكن تغيير ما خلقه الله بارادته. ويحاولون "اشفاء" ما يسمونه "مرضا" ، وللاسف الشديد تتبنى اطراف متأسلمة ذات الاستراتيجية وذات الاسلوب الرجعيين بالنقاش والتعامل مع هذه الفئة الاجتماعيه.

2. البعض يحاول، عبر النقاش المؤدلج، ان يتدخل بصرافه وبوقاحة لا تجوز، بالشؤون الشخصيه لافراد المجتمع. الميول الجنسيه للبشر وعلاقاتهم الجنسيه شأن خاص وليس شأن عام …هذه خصوصيه لا يمكن السماح بالنقاش حولها وكذلك ايضا الشؤون الماليه والتصرف بالمال الخاص.

3. البعض المتأسلم يحاول الدخول من باب النقاش لفرض اجنده اجتماعيه ونمط حياة بمقاسه كما فعل باللباس والتعامل الاجتماعي وتزييف الارث الحضاري … ظاهر النقاش حول المثلين لكن باطنه توسيع نفوذه داخل الحيز العام .

4. نشتم بين مشاركي طرف النقاش رائحة عنصريه نتنه يحاول بها الطرفان شرخ المجتمع والترويج لرؤيتهم العنصرية الضيقة التي تخدم الطرف الثالث المراقب عن بعد ، السلطه.

5. الميل الجنسي، بغض النظر عن اتجاهه، ليس عائق امام النجاح والانجاز وليس عائق امام تطور مجتمع ما. تجارب الشعوب الاخرى وتجارب مجتمعاتنا العربيه ترينا هذه الحقيقة جلياً كما بين نجاحات نساء العالم العربي ونساء العالم بالاجتماع والعلم والسياسه خطأ وافتراء ادعاء البعض بأن "الانثى ضلع قاصر قليلة العقل والادراك".

دعونا نبتعد عن التجريح والاتهام والشعبوية والعنصريه البغيضة وننتقل الى نقاش عصري بناء لمصلحة المجتمع وشد عوده ليصمد امام هجمات عنصرية السلطه ونذالة ذيولها… دعونا نفتخر بعروبتنا ونسير الى اقوالها الراشده ؛ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه والاحترام المتبادل عمود فقري اساسي لمجتمع ناجح صامد.  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة