الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 15:02

المفاوضات دون شروط !/ بقلم:أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 26/06/13 07:39,  حُتلن: 08:26

محمد خليل مصلح في مقاله:

الإدارة الأمريكية تستغل الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية وهي تحاول قطع الطريق أمام الفلسطينيين للاستفادة من التغيرات الإقليمية في المنطقة 

ما تقوم به السلطة في رام الله والسيد أبو مازن تدمير ذاتي وهو اتجاه خطير جدا في ظل الأزمة الفلسطينية الداخلية لانقسام وهشاشة النظام السياسي للسلطة

الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية تنتهج سياسة فكفكة العقد ليسهل التعامل معها ومن جانب آخر إرضاء اليمين الإسرائيلي لحكومة نتنياهو للتماشي مع الإستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الملفات المهمة في المنطقة

جدية المفاوضات ليست أساس أو قاعدة تصلح للعودة إلى طاولة المفاوضات وهي ليست أرضية متينة وقوية ولا تتساوي مع طلب تجميد الاستيطان أو وقف التهويد للأراضي الفلسطينية المتبقية في الضفة الغربية أو الإفراج عن الأسرى 

مهمات كيري في المنطقة برغم أهدافها المتعددة إلا أن لكيري والسلطة الفلسطينية والسيد أبو مازن حكاية أخرى ؛ العودة للمفاوضات لكن المفاوضات اليوم جدية بسب تعبير السيد أبو مازن وإلا لن تقوم للسلطة الفلسطينية بعد اليوم قائمة هذا في حال فشلت جولة المفاوضات الجدية ؛ الشيء الملفت للنظر ؛ أن العودة لطاولة المفاوضات لم ترتكز على أي من المطالب أو تذليل للعقبات خاصة تجميد الاستيطان وخطة تهويد القدس عدا عن عودة اللاجئين الفلسطينيين والقضايا المصيرية المرجئة ؛ الإدارة الأمريكية تستغل الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية وهي تحاول قطع الطريق أمام الفلسطينيين للاستفادة من التغيرات الإقليمية في المنطقة ، وأكثر من ذلك ؛ إشعال المنطقة بأزمات داخلية ؛ تنفرد الإدارة الأمريكية وإسرائيل بكل أزمة على حدة ؛ المصرية والسورية والإيرانية.

الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية
الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية تنتهج سياسة فكفكة العقد ليسهل التعامل معها ، ومن جانب آخر إرضاء اليمين الإسرائيلي لحكومة نتنياهو للتماشي مع الإستراتيجية الأمريكية في التعامل مع الملفات المهمة في المنطقة ؛ خاصة فيما يتعلق بملف إيران النووي ، وفوز الإصلاحيين ، وملف مصر ؛ الأزمة المدبرة للضغط على حكم الإخوان المسلمين بأدوات مصرية وأحزاب هامشية وفلول النظام القديم لتوثيق العلاقة مع المصالح الأمريكية والعلاقة مع إسرائيل وعدم المساس بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين نفس السيناريو مع حماس في غزة.

تدمير ذاتي
ما تقوم به السلطة في رام الله والسيد أبو مازن تدمير ذاتي وهو اتجاه خطير جدا ؛ في ظل الأزمة الفلسطينية الداخلية ؛ الانقسام ، وهشاشة النظام السياسي للسلطة ؛ العودة للمفاوضات نهج عبثي بكل ما للكلمة من معنى وهو رسالة خاطئة جدا للرأي العام الفلسطيني ؛ محبطة جدا لكل التوجهات لإنهاء الانقسام ومشجعة لحكومة الاحتلال للحفاظ على موقفها واشتراطاتها ولا استبعد أن تخضع سلطة رام الله إلى اشتراط نتنياهو الاعتراف بيهودية الدولة لتقدم خطوة باتجاه الفلسطينية لذر الرماد في العيون وتضليل كل الأطراف المشاركة والراعية للمفاوضات إن لم تكن شريكة في هذه المؤامرة على القضية الفلسطينية .

جدية المفاوضات
الشرط المتبقي لسلطة رام الله للعودة للمفاوضات السؤال الذي يطرح نفسه هل كانت الجدية غائبة طيلة عشرين عاما من المفاوضات ؟ وإذا كانت غائبة من يضمن للسيد أبو مازن الجدية اليوم في ظل تصاعد اليمين وتصلب موقفه من الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران ؟ الجدية أمر لا يمكن قياسه سنختلف على ذلك الجدية بالنسبة لحكومة نتنياهو الالتزام الفلسطيني بالحماية الأمنية والتنسيق الاحتلال بمعنى آخر مفهوم الجدية الإسرائيلية لا يمكن ضبطه وستتعرض السلطة الفلسطينية لمزيد من الضغوط والابتزاز السياسي مقابل دعم السلطة ماليا في ظل أزمتها المالية المستديمة ، ولهذا ارتباط وثيق بشخص رئيس الحكومة الفلسطينية المتوقع مع أن خيار أبو مازن فقط الدكتور فياض وهو الأقرب إلى التصور الإسرائيلي للحل في الوقت الراهن ؛ بناء المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي والأمني ؛ السلام الاقتصادي هو التصور الإسرائيلي ، والإدارة الذاتية للسكان الفلسطينيين ؛ هما جوهر الفكر السياسي الصهيوني لإنهاء الصراع ع الفلسطينيين ؛ يبدو أن بعض الأطراف الفلسطينية تسلك هذا الطريق وهي معنية بالابتعاد عن غزة وبقاء الانقسام للتعايش مع دولة الاحتلال .

العودة للمفاوضات
جدية المفاوضات ليست أساس أو قاعدة تصلح للعودة إلى طاولة المفاوضات وهي ليست أرضية متينة وقوية ولا تتساوي مع طلب تجميد الاستيطان أو وقف التهويد للأراضي الفلسطينية المتبقية في الضفة الغربية أو الإفراج عن الأسرى ، أما الجدية المطلوبة اليوم ليست من قبل الإسرائيليين للعودة إلى المفاوضات ؛ الجدية فيما بينا هي الطلب الشعبي والوطني لانتهاء الانقسام وعودة اللحمة الوطنية والجغرافية للوطن كله الداخل والخارج ؛ الجدية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لمواجهة كل الضغوطات والتغلب على الأزمات التي تشتعل بها المنطقة لاغتيال القضية الفلسطينية في ضمير الشعوب العربية بعد الزج بها في الأزمات الداخلية لتلك الدول لخلط الحابل بالنابل كالحالة المصرية واللبنانية والسورية .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة