الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 15 / نوفمبر 07:02

انتصار غزة /بقلم:محمد ضاهر

كل العرب
نُشر: 08/08/14 08:21,  حُتلن: 08:28

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 محمد ضاهر في مقاله:

 الانتصار العسكري والميداني هو تمهيدٌ لانتصار سياسي ومعنوي وأنّ فصائل المقاومة لنْ تساوم ولن تتراجع عن أيٍّ من مطالبها والتي ما هي إلّا حقوق طبيعية

حصار غزة زائل وهزيمة اسرائيل قد أُقِرَّت، وما علينا إلّا أن نشكر أبطال غزة المقاومين رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخا على كتابة الأسطر الأولى لشرق أوسطٍ جديد أحدث وأشرف وأعز من الشرق الأوسط الذي رسمته

غزة.. الثورة الحقيقية والبوابة لحل أزمات العالم العربي. بعد الاتفاق على الهدنة ل 72 ساعة وبالتزامن مع انسحاب جيش اسرائيل ذليلاً من قطاع غزة، أسقط أهل غزة الأبطال آخر ورقة تشبّث بها قادة اسرائيل كنصرٍ وهمي يمكن أن يواجهوا به المجتمعين الاسرائيلي والدولي. ففور انسحاب الجيش الاسرائيلي ووقف اطلاق النار اتجّهت كاميرات الاعلام لتوثّق حجم الدمار الذي خلّفه العدوان الاسرائيلي لنجد المفارقة -المتوقّعة من شعب الجبّارين- فرغم الدمار الهائل وكم التضحيات وقف أبطال غزّة مرفوعي الرأس أمام عدسات الكاميرا مؤكدّين مرةً أخرى مبايعتهم لفصائل المقاومة متفاخرين بما قدّمته من إنجازات، وقد بات واضحاً أنّ الانتصار العسكري والميداني هو تمهيدٌ لانتصار سياسي ومعنوي وأنّ فصائل المقاومة لنْ تساوم ولن تتراجع عن أيٍّ من مطالبها والتي ما هي إلّا حقوق طبيعية.

وبالرغم من تواطؤ الأنظمة العربية وإعلام بعض الدول العربية مع اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، لم يتخلَّ أبناء غزة عن الدول العربية والإسلامية فقد أهدوا للأمتين نصراً تاريخياً لم يكن وليد الساعة بل كان انتصاراً مكمّلاً لانتصارات غزة 2008 و 2012 ونتيجةً واضحة لأَبعاد انتصار لبنان 2006، فاتحة الانتصارات والتجربة التي انتقلت لفلسطين ليطوّرها أبطال المقاومة الفلسطينيّة. إنَّ أهمّ تأثيرات حرب غزّة على العالم العربي يتجسّد بوحدة فصائل المقاومة والتناغم والالتحام الأسطوري بين جميع الفصائل على أرض الميدان والوحدة بالموقف السياسي رغم اختلاف مواقفها من الأحداث العربيّة.

بعد أن انحرف الربيع العربي عن مساره لتآمر نعاج الخليج وباقي عملاء أمريكا واسرائيل ظنّ البعض أنّ القضيّة الفلسطينيّة قد وُضعت على الرف، لكن بعد انتصار غزة هاشم هذا يمكنني الجزم أنّ هذه الحرب هي فاتحة لحل أزمات العالم العربي، وهو ما أدركته الإدارة الأمريكيّة وقد انعكس من خلال موقفها من الحرب على غزة والخلاف بين نتنياهو والإدارة الأمريكيّة، فحدود انتصار غزّة لن يتوقّف عند فكّ الحصار عن القطاع والدليل على ذلك هو اصطفاف إيران وحزب الله إلى جانب المقاومة الفلسطينيّة -أي في مكانها الطبيعي والصحيح- ورد حمّاس على هذا الموقف بالتأكيد على أنّ العدو واحد وأنّ محور المقاومة سيبقى ثابتاً رغم بعض الاختلافات التي لن تؤثّر على خط المقاومة ونهجها متجاوزين بحكمة كل الخلافات قاطعين بقوّة يد الفتنة الطائفيّة التي لم ولن تطالهم، وهنا يجب الإشادة بالدور الإيجابي للجهاد الإسلامي بتعزيز محور المقاومة.

حصار غزة زائل وهزيمة اسرائيل قد أُقِرَّت، وما علينا إلّا أن نشكر أبطال غزة المقاومين رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخا على كتابة الأسطر الأولى لشرق أوسطٍ جديد أحدث وأشرف وأعز من الشرق الأوسط الذي رسمته وأعلنت عنه أمريكا ممثلةً بكوندليزا رايس، أسطر كتبت بدماء أبناء غزة...رحم الله شهداءنا الأبرار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة